بقلم محمد حندوش

على بوابة العام الجديد نقف ومعنا الكثير من الآمال المؤجلة والأحلام المصادرة والأمنيات المسروقة

بعضُ الجرائم لا يعاقب عليها القانون ولكن تعاقب علبها الأقدار،

وبعضُ المحاكمات لا يبت بها قضاة المحاكم ولكن تبت بها عدالة الأيام،

وبعضُ اللصوص قد يهربون من زنازين السجون ولكنهم أسرى مدى الحياة في زنرانة الضمير.

وبعضُ التجار الفاسدين والمحتكرين قد يفلتون من عقاب البشر، لكن تجار الوطن ستلاحقهم لعنة التاريخ،

فالسارق الذي يفتش عن لقمة لعياله أقل جرماً من سارق أحلام الأجيال القادمة،

والمجرم الذي وقع ضحيةً لفورة غضب أقل ضرراً من المسؤول الذي خان أمانة الوطن من خلال ممارساته الفاسدة، وقضى على ما تبقى من كينونة الوطن،

فعندما يتحول الوطن إلى سلعةٍ يتبارى تجار الوطنية في استثمارها ويتفنن قراصنة السياسة في قضمها، ويتعارك ذئاب السلطة في غرز أنيابهم في جثتها، ينبتُ أمل من حيث لا ندري، ويبزغ فجرٌ من عتمة الليالي، وتولد في داخلنا ألفُ نبضة متألقة،

فالحقيقة تبتعد لكنها لا تموت، والأمل يخبو لكنه لا ينطفئ، والحلم يبتعد لكنه لا ينطفئ.ما ذنب المبدع الذي أجبرته ظروف الحياة إلى الهجرة بحثاً عن طموحاته!!وما حيلة المواطن الصالح الذي هرب إلى الغربة بحثاً عن ملجأ لكرامته!!

وما ذنب الشباب التي تقف في طوابير الذل أمام السفارات وهي تفتش عن مأوى لآمالها!!

فقد بتنا نعيش في زمن، الغربةُ فيه وطن، نعيش في وطن يستشهد بائع الزهور، ويغتال بائع البقالة، ويُجرحُ بائع الحلوى، كل الباعة في وطني مستهدفون إلا باعة الوطن فهم بالأمن ينعمون..تعدّدت يا بني قومي مصائبنا

فأقفلت بابنا المفتوح إقفالاكنا نُعاني بالأمس جرحاً واحدافغدت جراحنا ألواناً وأشكالارغم الألم متفائلون، ورغم الوجع مثابرون، فطائر الفينيق سيعود إلى التحليق من جديد، فاللبنانيون كفروا باليأس، وتمردوا على المحن، وتفوقوا على الأزمات، وسنبقى نردد في أذن الزمنأحلامنا لا تعرف الحدود، وآمالنا ستكسر القيود، وما ذلك على الله بعزيز.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top