بعد استهداف “العاروري” في الضاحية الجنوبية.. دبسي ل”ديمقراطيا نيوز “: اسرائيل أرادت تحقيق انجاز لتعويض اخفاقها في غزة..واستفزاز “حزب الله” لاستدراجه!

خاص – ديمقراطيا نيوز

تعقيبًا على تنفيذ طائرة مسيّرة إسرائيلية عملية الاغتيال التي استهدفت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل يومٍ واحد من إطلالة أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله الذي كان من المفترض أنّ يلتقي العاروري قبل هذه الإطلالة.

اعتبر مدير مركز تطوير للدراسات الاستراتيجية والتنمية البشرية الباحث “هشام دبسي” في حديثٍ إلى “ديمقراطيا نيوز” “أنّ الّذي حصل في عمق الضاحية الجنوبية من استهداف للعاروري أمرٌ متوقّع على اعتبار أنّ إسرائيل قد أدلت بتصريحات وتهديدات سابقة أشارت خلالها بالرغبة في توجيه ضربة إلى لبنان، ومن غير المنطقي اعتبار “أنّ إسرائيل تصرّح ولا تنفّذ”، لأنّ هذا التصرف ليس من أعراف الإسرائيليّين! فأي تهديدات إسرائيلية مباشرة تعني توقّع الحدث مباشرةً دون فرضيات”.

كثيرةٌ هي الإشكاليات والفرضيات التي طُرحت ابان هذا الاستهداف، حول أهداف إسرائيل منه وغاياتها. ولعلّ الرسائل التي أرادت إيصالها كثيرة ويمكن أن يُقال بأنّها أصابت “عصفورين بحجر”، أي وجّهت ضربة لحماس ول”حزب الله” في آنٍ معًا!

في هذا الصدد يرى “دبسي” أنّ الهدف وراء هذا العداء سببين:

أوّلًا: أنّ إسرائيل تريد تحقيق انجاز يتم تسويقه في ظلّ عجزها عن تحقيق أي نتائج ملموسة يقنع الشارع الاسرائيلي في العدوان الذي تشنّه على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.

ثانيًا: تريد استفزاز “حزب الله” واستدراجه نحو ردّ فعل يتيح لرئيس الحكومة الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” أن يقدم على تصعيد أبعد من الذي يدور حاليًا في الجنوب اللبناني.”

وإذا كانت الإشكالية متداخلة بين “حماس” و”حزب الله” وبين القضية الفلسطينية ولبنان، وإذا كان الهدف هو شنّ الضربات على الطرفين للانتقام من فلسطين واستفزاز لبنان للدّخول في حرب، فمن المعني بالرّد هنا، “حزب الله” أم “حماس”؟

يعتبر”دبسي” ” في هذه الحالات، أي عندما يتم استهداف قائد بمستوى “صالح العاروري” لا بدّ أن يكون ثمة رد قوي ومناسب خصوصًا وأنّ الاستهداف حدث في الضاحية الجنوبية – التي تعتبر منطقة أمنية للحزب، فلا شك أن الأخير معني بالرد!. لكن اليوم طبيعة وشروط الاشتباك الراهن مختلفة سواءًا في الجنوب اللبناني أو على مستوى تفادي الحرب الإقليمية، لذلك فالرد لن بكون بالضرورة مباشرًا من الحزب، كما أنّ حركة حماس لديها القدرة على الردّ في غزة أو في الضفة الغربية، وليس واجبًا أن يكون من الأراضي اللبنانية!. وذلك أيضًا من أجل تفادي ردود فعل الشعب اللبناني الذي بغالبيته لا يريد أي مواجهة فلسطينية ضد اسرائيل من لبنان. لأن هذا الأمر يعقّد المشهد اللبناني الداخلي، ويفتح باب السجال مجددًا حول الدور الفلسطيني في لبنان.

على غرار وضوح إسرائيل في تهديداتها وأفعالها، لكن السؤال الذي يطرح هل ما حدث يصبّ في خانة استهداف حركة “حماس” فعليًا وليس “حزب الله” أو لبنان كما ادّعت؟

في هذا الإطار، يعتبر دبسي” أنّ إسرائيل رغم ادّعائها بأنّها تستهدف حركة “حماس” ولا تريد استهداف لبنان أو “حزب الله”، لكن في الواقع هي تصعّد ضدّ السلطة والسيادة اللبنانية وتضع الحزب في موقع الردّ خصوصًا أنّها شنّت هجومًا داخل الأراضي اللبنانية”.
وحول الشكوى التي تقدمت بها الحكومة اللبناتية ضد اسرائيل في مجلس الأمن قال دبسي “انّ العمل الديبلوماسي الذي يقوم به لبنان هو عمل ضروري وأساسي في كل المجالات، لأنّ التخلي عن الأخير هو بمثابة التخلي عن أداة من الأدوات التي من المفترض استخدامها في مواجهة العدوان الإسرائيلي وحماية بيروت منه. فلبنان يمتلك حضورًا وتأثيرًا دوليًا فاعلًا ويستطيع كسب قرارات وتعاطف من داخل الأمم المتحدة لمصلحته، وبذلك يُحرج إسرائيل ويعرّي سياساتها العدوانية!.. من هنا، فإنّ الشكوى لمجلس الأمن في محلّها، ولا بدّ ان تؤدّي إلى نتيجة في نهاية الأمر.”

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top