يواصل عدّاد الإصابات ارتفاعه. ثمة عوارض متشابهة لفيروسات مختلفة انتشرت منذ شهر في لبنان، وما تزال تنتشر. لا شيء يبدو غريباً في هذه الظاهرة وفق ما يؤكّد المتابعون، فالفيروسات موجودة منذ سنوات، لكن سيطرة كوفيد_19 خلال السنوات الماضية أدّى إلى تراجع انتشار الفيروسات الأخرى.
اليوم، تراجع #فيروس كورونا، وعادت الفيروسات الأخرى في موسمها الاعتيادي (الأيام الباردة) لتُشكّل حالة قلق ومرض، مع إصابة الكثيرين بعوارض أشبه بعوارض بالرّشح، وما هي للرّشح!
ينتشر فيروس الأنفلونزا في مختلف المناطق اللبنانية. وبالرغم من غياب الإحصاءات الدقيقة بسبب عدم قدرة الناس على إجراء الفحوصات لأسباب عديدة، أو اللجوء إلى الصيدليات لمعالجة عوارضهم بأنفسهم من دون استشارة الطبيب، فإن الأنفلونزا هو الفيروس الأكثر انتشاراً عند اللبنانيين بعد فقدان المناعة الجماعيّة ضدّه.
لم تتوقف وزارة الصحة اللبنانية عن إصدار جدول ترصّد عدوى كوفيد_19. وفي آخر جدول لها بتاريخ 3 كانون الثاني بلغت نسبة الفحوصات الإيجابية 4.7 في المئة، في حين بلغت نسبة استعمال أسرّة العناية الفائقة 4 في المئة، ممّا يجعل مستوى تصنيف التفشّي المجتمعي على مستوى 2.
تتابع الوزارة كما المختبرات تطوّر انتشار الفيروسات في لبنان، كلّ حسب قدراته ونسبة الإقبال على الفحص والإبلاغ. وهذا ما توضحه نقيبة أصحاب المختبرات الطبية الدكتورة ميرنا جرمانوس في حديثها لـ”النهار”.
تعترف بأن هناك زيادة في الإصابات، خصوصاً بفيروس الأنفلونزا. لكن الأرقام المرصودة هي في عهدة فريق الترصّد الوبائي في وزارة الصحة الذي يتابع بالتفصيل انتشار الفيروسات على الأراضي اللبنانية.
في الإطار، تؤكّد رئيسة برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة الدكتورة ندى غصن لـ”النهار” أن لبنان يشهد حالياً موجة موسميّة من الأنفلونزا، وأكثر أنماطها انتشاراً في الوقت الحالي هو فيروس H1N1 وInfluenza A(H3) وانفلونزا B (Victoria)، حيث تُسجّل نِسب إيجابية عالية لفحوصات الأنفلونزا في شبكة المستشفيات والمراكز الصحية لترصّد العدوى التنفسيّة.
وتوضح بأن “هذه الموجة وطنيّة حيث بلغت نسبة الفحوص الايجابية ل#فيروس الانفلونزا خلال الـ 4 الأسابيع الماضية 38 في المئة للمرضى داخل المستشفى، في حين بلغت النسبة للمرضى الخارجيين 30 في المئة.
أما بالنسبة إلى فيروس كورونا، فتشير غصن إلى أن “نسب الفحوصات الإيجابية منخفصة، سواء في المستشفيات أم في المراكز الصحيّة حيث بلغت نسبة الفحوص الايجابية 4 في المئة داخل المستشفيات والمراكز الصحية و2 في المئة للفحوص الخارجية. ويعود السبب إلى أن لبنان يسجّل عادة موجتين من كوفيد: الأولى في الصيف، والثانية في الشتاء؛ وبالتالي، نحن بانتظار الموجة الشتوية”.