إنحسار دور الحزب إقليميّاً وداخليّاً

العقرب – ديمقراطيا نيوز

“حزب الله” الذي إكتسب بعد حرب سوريا دوراً محوريّاً في السياسة الإقليميّة، يواجه اليوم أزمة إنحسار نفوذ إقليمي وداخلي. يُعزى هذا التراجع إلى سلسلة من التحدّيات الأمنيّة والعسكريّة، إلى جانب التَغيُّرات الجيوسياسية الكبرى. تَحوَّل حزب الله من قوّة فاعلة على صعيد المنطقة إلى فصيل يُصارع للحفاظ على مكانته وصورته في الداخل اللبناني.

بعد مقتل قاسم سليماني، توسّع نفوذ “حزب الله” إقليمياً إذّ سَلَّمَته إيران إدارة أذرُعها في المنطقة. سَحَبت إيران بِساط النفوذ الإقليمي منه في هذه اللحظة المصيريّة في الإقليم. إنتهى دور الحزب إقليميّاً وإستلمت إيران كُلّ الجبهات بسبب حساباتها الدقيقة في المفاوضات مع أمريكا، ليعود الحزب كذراع عسكريّة إيرانية في لبنان بدون أن يكون لديه أيّ تأثير إقليمي. فَقَدَ قُدرة المبادرة في المعركة جنوباً إذ ضيّقت إيران عليه هامش الحركة مُبقيةً إيّاه ضمن النطاق الذي رسمته له. مصالح إيران الداخلية ونفوذها أكبر من “حزب الله” وهو مجرّد بَيدَق يُنفّذ مًهمّةً مُحدّدة تخدم مصالحها.

أفقدت الأحداث الجارية الحزب القُدرة على المبادرة الداخلية، فمعظم اللبنانيين لم يأخذوا مناوشاته على محمل الجدّ. إستهتار الداخل بمُسبِّبات وأهداف هذه المناوشات وضعت الحزب في أزمة داخليّة غير مسبوقة منذ عام ٢٠٠٥. أصبح اليوم ينتظر مبادرات الغرب ليحاول تحصيل مكاسب داخليّة ليُسوّق هذا كإنتصار داخلي. هذه المكتسبات بحدّ ذاتها لا قدرة له على أخذها إلا بالقوّة وهذا خيار صعب لا يستطيع تَحمُّل نتائجه. يُحاول الضغط إعلاميّاً مُسوّقاً المكتسبات التي يراهن عليها كإنتصارات مُحقّقة ليضغط نفسيّاً على خصومه ولترميم صورته التي إهتزّت أمام جمهوره واللبنانيين.

يعيش الحزب حالة من التَرقُّب والتحدّيات بعكس ما يُسوّق له إعلامه، فهو مُعلَّق بين مطرقة إيران الإقليميّة وسندان التحدّيات الداخليّة.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top