كتب عبدالله بارودي
بدا واضحًا ان كل المؤشرات توحي بأن الإنتخابات الرئاسية وضعت في “ثلاجة” القوى السياسية خصوصًا التي تملك منها مفاتيح الحلّ. ولعلّ أبرزهم الرئيس نبيه بري الذي أعلن بشكل صريح وواضح لا يقبل التأويل أن المرشح الوحيد لرئاسة الجمهورية لغاية هذه اللحظة الوزير السابق سليمان فرنجية، مستفيدًا من سوء ادارة وأداء المعارضة للاستحقاق الرئاسي وتخبطهم فيها، بفعل سوء التنسيق اولًا، ومن ثم نتيجة اختلاف الأجندات والمصالح الخاصة!..
اليوم، لم يعد هذا الواقع هو وحده ما يجمّد الاستحقاق الرئاسي بل زد عليه التطورات الإقليمية الناجمة عن “عدوان غزة” منذ ٧ تشرين الأول انطلاق عملية “طوفان الأقصى” وصولًا الى ما أعلنه أمين عام “حزب الله” حسن نصرالله مساء أمس بأن لا كلام عن لبنان قبل انتهاء “حرب غزة”، وهو يقصد بما قاله ضمنًا الاستحقاق الرئاسي!..
وسط هذا الشلل والجمود العام، أعلن تكتل “الإعتدال الوطني” عن شبه مبادرة لفتح كوّة في جدار الأزمة الحالية علّها تنجح في احياء هذا الاستحقاق ووضعه مجدّدًا على سكته الدستورية الطبيعية.
هي “ليست مبادرة بالمعنى الفعلي للكلمة” يقول مصدر مقرّب من تكتل “الإعتدال الوطني” ل”ديمقراطيا نيوز”. “بل مجرّد تحرّك سيقوم من خلاله التكتل بزيارة جميع الكتل النيابية للتباحث معهم حول سُبل اعادة احياء الاستحقاق الرئاسي، وعدم انتظار تطور الأحداث الإقليمية خصوصًا ما يحصل في غزة والتي قد تطول أو تقصر دون ارادة اللبنانيين.. فلماذا الإنتظار؟ ومن المستفيد منه؟”..
ويكشف المصدر ” لن نذهب للمقرات لشرب القهوة.. طرحنا واضح نريد تقريب وجهات النظر بين معسكرين واضحين كل منهما لديه نظرة واضحة وثابتة تجاه طريقة واسلوب خوض الاستحقاق الرئاسي”..
ويضيف” الفريق الأول يريد الحوار بين الأفرقاء السياسيين والفريق الثاني يطالب بفتح مجلس النواب للانتخابات الرئاسية وبدورات متتالية لانتاج رئيس جديد للحمهورية”..
بمعنى آخر يمكن القول بأننا نتوسط بين مبادرة الرئيس نبيه بري وطرح المعارضة ، باعتبارنا قريبين للطرفين وقنوات التواصل مفتوحة أيضًا مع باقي الأفرقاء السياسيين”.
ويتابع المصدر ” بدأنا اليوم بأول الزيارات لسماحة مفتي الجمهورية الذي بارك لنا جهودنا وثمّن محاولتنا الطيّبة التي تنمّ عن مسؤولية وطنية مباركة، متمنيًا لنا التوفيق في هذا المسعى. وسنزور بعدها البطريرك الراعي لأخذ مباركته ثم الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، قبل ان نتوجه بعد ذلك الى مقرّات الكتل النيابية”.
ونفى المصدر ما أُشيع اليوم حول نيّة تأسيس لقاء نيابي جديد يضمّ بعض الكتل والنواب المستقلين”، مؤكدًا ان “التكتل يحضر اي اجتماع تنسيقي للحوار وانتشار حول السبل الآيلة للخروج من الأزمات الوطنية، ولكن دون الخوض في تنظيم نيابي جديد تحت مسميّات وأشكال مختلفة لا فائدة منه!”..