العقرب – ديمقراطيا نيوز
إطلالة نجل مرشّح الثنائي للرئاسة السيّد طوني فرنجية عبر مقابلة لم تحمل أي جديد، بل كانت محاولة لتبييض صفحة والده رئيس تيار المردة وإثبات وجوده في السياسة مدّعياً التمثيل ولم ينسى تسليف حزب الله المزيد من مواقف الدعم التي لم تَعُد تُدغدِغ مشاعر اللبنانيين. وقد سجلت اوساط متابعة ثلاث نقاط في مقابلته:
١- “هناك فريق لبناني وقف سدّاً منيعاً بوجه الحوار” ، وهذا الفريق لم يستح يوماً بمعارضته الحوار التقليدي الذي لا يوصل لأي نتيجة وأثبتت ذلك النتائج السابقة للحوارت منذ سنة ٢٠٠٦. كل ما طالب به هذا الفريق هو احترام الدستور اللبناني الذي لا ينصّ على أيّ حوار قبل انتخابات الرئاسة. الحوار الذي يطالب به السيّد فرنجية هو حوار بصيغة الرئيس نبيه برّي الذي يجب أن ينتهي بإنتخاب فرنجية الأب رئيساً. حوار “الفولوكلور” للإستقواء بسلاح حزب الله لم يَعٌد وارداً عند هذه الجهة. إذا أردنا مجاراة أفكار فرنجية بالحوار لفَتح نافذة للحلّ، فالحريص على الحوار ينسحب بهدف إنجاحه ولا يَتلطّى وراء رئيس مجلس النواب ليصل.
٢- إستعمال لعبة الأرقام لتضخيم حجم التأييد الشعبي بالقول أن تكتُلهم حظيَ في الإنتخابات الأخيرة ب٥٠ ألف صوت فهذا ضرب للواقع. إذ أنّ مجموع عدد الأصوات التي حصلت عليها لوائحهم هي 57,451 صوتاً من ضمنها الحزب القومي والطاشناق وبعض القريبين من خط سوريا (مسيحيين ومسلمين). أما كَتَكتُّل فمجموع أصواتهم التفضيلية التي حصلوا عليها هي 30,174 صوتاً. محاولة إثبات التمثيل وتبسيط الواقع بالقول أن الأحزاب لا تمثّل كل المسيحيين فهذا جزء منقوص من الحقيقة، حيث أن الأحزاب هي جزء من المجتمع والطريقة الحضارية للتعبير عن الرأي والمجتمع المسيحي كان واضحاً بأي إتجاه هو اليوم.
٣- لا بدَّ أن نعرٍّج على قوله “حزب الله يحارب اليوم نيابةً عن جميع اللبنانيين وعند تحقيق النصر سيكون ذلك لجميع اللبنانيين”، هذا التجديد الدائم للولاء لحزب إيران تخطّى مرحلة الوَفاء بالسياسة المشهود للوزير السابق سليمان فرنجية بها. حيث أصبحت نوع من الإنبطاح للحزب وهذا لا يليق بموقع الرئاسة فالولاء الأول والأخير لأي رئيس مُقبل يجب أن يكون للبنان. بالمُختصر، اللبنانيون ولاؤهم فقط للبنان والجيش اللبناني وأي سلاح خارج الدولة هو إستجلاب للدمار على الوطن. حزب الله لم يكن يعمل يوماً لمصلحة لبنان ولم نستفد يوماً كلبنانيين من أي إنتصار قام به. الإنتصارات ترجمتها في إيران أو في تقوية موقع حزب الله على حساب باقي اللبنانيين، حتى بات معارضوه بالنسبة له مواطنين درجة ثانية وعملاء.
وختمت الأوساط بالقول: لا تتحولوا إلى إمتدادٍ لنهج الرئيس ميشال عون ببيع الأوهام للشعب؛ إنّ اللبنانيين يَتَطَلعون إلى وقفة ضمير منكم في هذه الأوقات العصيبة.