إشارات.. ماذا تُخفي؟!

إشارات.. ماذا تُخفي؟!

كتب صائب بارودي

يمكن الجزم أن المناخ السياسي في الأجواء اللبنانية مؤخرًا مبهم وضبابي لا يمكن المراهنة من خلالها على أي نتائج وتوقعات إيجابية بشأن انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، فكل ما يتوفر من المستجدات والمعطيات تأتي عبر أهل الإعلام والصحافة الذين أبلوا بلاءً حسنًا في البحث والتحليل والتفاسير والإستنتاجات التي جاءت متناقضة ومختلفة حسب ميول وأهواء مصدرها!..
رغم ذلك أعطت الأيام الأخيرة إشارات ذات أبعاد سياسية وحملت رسائل تزيد الوضع تعقيدًا وإرباكًا وغموضاً !..
١- إختلاف اللجنة الخماسية فيما بين أعضائها حول مهمة الموفد الفرنسي لودريان وفشله في تحقيق أي تطور إيجابي في جولاته التفاوضية مع المراجع والقوى السياسية اللبنانية، وتكليف قطر بالقيام بهذا الدور خاصةً أن سبق لها وحققت نجاحًا في المفاوضات الأميركية- الإيرانية التي أدت إلى إطلاق الرهائن الأميركيين في إيران مقابل إعادة الأموال الإيرانية المحتجزة في البنوك الأميركية.
٢- تحقيق تطور إيجابي في المفاوضات الإيرانية- السعودية حول اليمن تمثّل في توقع زيارة وفد من الحوثيين إلى الرياض لإجراء مباحثات ومفاوضات قد تؤدي إلى التقارب بين الطرفين وإنهاء النزاع القائم في اليمن.
٣-التصريح الأخير للوزير السابق وليد جنبلاط الذي سأل فيه السعودية عما تريده من لبنان ما اعتبره الكثيرون من المراقبين موقفًا ناقدًا للدور السعودي عالي السقف،كما أثار استغراب ودهشة نواب كتلة اللقاء الديمقراطي ، وينتظر البعض بقلقٍ بالغٍ ردة فعل المسؤولين في السعودية على الموقف الجنبلاطي المستجد وهو المعروف بأشد الحلفاء للمملكة.
٤- الإحتفال الضخم واللافت الذي أقامته السفارة السعودية في لبنان لمناسبة اليوم الوطني للمملكة في ساحة عامة وسط العاصمة بيروت وهو الأول من نوعه ما دفع الكثيرين من المراقبين إلى التساؤل عن خلفيات هذا الإحتفال وأهدافه بمعزل عن أهمية المناسبة والإحتفاء بها.
هذه الإشارات رغم بساطتها وخفّتها الظاهرية إلا كل واحدة منها تحمل في طياتها وأبعادها السياسية لو بحثنا ودرسنا في عمق المفاهيم السياسية لكشفت عن رسائل تحمل في خفاياها سطور مقلقة زادت إنعكاسات على الصعيد الداخلي والأزمة اللبنانية أقلّه في المدى المنظور .
فهل تشهد الأيام المقبلة الساحة السياسية اللبنانية تصعيدًا وربما توترًا في مكانٍ ما، ويسبق السيف “حنكة القطري”؟ أم يستطيع من أطلق الرهائن الأميركية والأموال الإيرانية من عقالها بوساطته أن يفكّ العقدة اللبنانية بقدراته السياسية والمالية والإقتصادية؟؟

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top