قال رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل في كلمة وجهها إلى اللبنانيين بعد لقاء مع كوادر الحزب: “حبيب الشرتوني وقفا صرمايتكن سوا”.
وأضاف: “الرسالة وصلت وقد اعتدنا أن نتعرض للهجومات السياسية والإلكترونية ولكن عندما ينتقل النقاش إلى “المنار” وتتجند “الأخبار” وأبواقهم يكون القرار متخذا وتكون الرسالة قد وصلت.” وتابع: “لن نغير شيئا لا في مواقفنا ولا في مبادئنا ولا في الدفاع عن بلدنا، فنحن نرفض أن يقرر أي كان عنا مستقبلنا ونرفض أن يجر لبنان وغيره إلى الدمار وأن يدخل لبنان في هذه الحرب. نرفض أن يكون حزب الله هو من يقرر عن كل اللبنانيين مستقبلهم ودمار بلدهم”.
وعن “المغالطات وتشويه الحقائق التي يقوم بها حزب الله”، قال: “هو يوهم الناس عبر أبواقه أنه يدافع عن لبنان وأن الحرب دفاع عن لبنان، وبكل تصاريحه يقول إنه فتح الجبهة دفاعا عن حماس. كل بيانات حزب الله تؤكد أنه يساند جبهة غزة والمقاومة الإسلامية ويقول إنه لم يكن على علم بعملية 7 اكتوبر وانه لن يقبل بالتفاوض وبحل المشكلة طالما القصف باق على غزة وطالما ان حماس لن تجد حلا، ما يعني ان حزب الله يربط نفسه بحماس”.
أضاف: “حزب الله يقرر عنا جميعا ما يحصل في الجنوب ما يعني أنه لم يربط لبنان فقط به إنما ربطنا بحماس ومستقبل اللبنانيين بات مرتبطا بحماس، أي أننا يجب أن ننتظر ما سيحصل بين حماس وإسرائيل كي نعلم مصيرنا وهذا انتهاك مباشر لحقنا كلبنانيين بتقرير مصيرنا ومستقبلنا”.
وأشار الى أن “حزب الله يقول إن هدف جبهة لبنان تخفيف الضغط عن حماس ما يعني أن الشعب الجنوبي يستعمل لهذه الغاية”، لافتا الى أن “البلد قد يجر إلى حرب كبيرة وهذا لن يكون مقبولا لا اليوم ولا بعد ألف سنة”، معتبرا أن “الهدف الحقيقي للحرب وجبهة المساندة أن تفرض إيران نفسها كالمحاور الأساسي في الشرق الأوسط وحمايتها والمنطومة وكي يبيعوا الشعب العربي مواقف.”
وقال: “إننا مع الأطفال وحق أي شعب مظلوم بالعيش بكرامة ولكن أن ندمر بلدنا فهذا أمر آخر. من واجبنا أن ندافع عن المظلومين ولكن ليس لدرجة أن ندمر بلدنا، إننا من يدافع عن حق المظلوم ولكن أن نورط بلدنا بحرب فهذا أمر آخر”. اضاف: “إننا مع أن يكون للشعب الفلسطيني دولة ولكن لن نقبل ان يدمر بلدنا في سبيل أي بلد في العالم”.
وإذ ذكر بأن “الشعب السوري ضحية العنف والتهجير”، سأل: “أين كانت كل تلك الأصوات ولماذا لم يفتحوا جبهة مساندة أو إنهم كانوا يرمون البراميل ويملأونها من مرفأ بيروت؟”.
وقال: “نريد دولة قوية وبلدا مستقرا وشراكة حقيقية ومساواة في القرار وتقرير المصير، نريد بلد الشراكة ونحن من أسس البلد وشاركنا بإنشائه واستقلاله منذ أكثر من 85 سنة وبالتالي نحن نحرص على الـ10452 كلم. لقد بنينا البلد على أساس مساحة حرية وديمقراطية واحترام الآخر وكي يكون ملجأ وأن يكون كل مواطنيه متساوين”.
اضاف: “نريد بلدا بجيش واحد لا جيشين، بسياسة خارجية واحدة ويرتكز على ثقافة الحياة وبالعيش الكريم، وهذه جريمتنا الكبرى عندما طالبنا بأن يعيش الجميع بطمأنينة وبحبوحة وباقتصاد قوي وأن لا تحجز اموالنا في المصارف وتقفل أبواب التصدير ونصبح تحت العقوبات ويدمر البلد كل 10 سنوات”.
وتابع: “لا نريد بلدا يكون طموح شبابه الحياة خارجه وننتظر فيه المصير المجهول، ولا نريد العيش تعساء ونفكر بالهجرة، نريد بلدا يكون اقتصاده شرعيا لا نصف اقتصاد شرعي والموازنة هدفها تدمير ما تبقى من اقتصاد شرعي”. ولفت الى أن “بعض النواب الشرفاء عدلوا نسخة موازنة الحكومة”، مشيرا إلى ان “وقاحة غير الشرعيين تدفعهم لفتح مؤسساتهم الى جانب المؤسسات الشرعية وهدف الموازنة أن تقتل الآدمي”.
وقال الجميل: “ان تمسكنا بثقافة الحياة وكل شبر من أرضنا يتم استغلاله لنعيش في حالة قهر، ويقولون أنتم فقط تدفعون ونحن نقرر وأنتم تدمرون وتفقرون ونحن من نقرر”. أضاف: “قرارهم في إيران وأموالهم من إيران وسلاحهم من إيران وقضيتهم ليست لبنان”.
وتابع: “نقول لهم تعالوا لنواجه جميعنا، لكنهم يرفضون”.
وقال: “هناك نقاش واحد اليوم هو استعادة لبنان قراره الحر وعندما نستعيده ننكب على تطوير نظامنا السياسي، لأنه لا يمكننا الاستمرار بالطريقة التي كنا عليها، ولكن قبل كل شيء هناك خيار يجب اتخاذه: إما انتم جزء من هذه الدولة وتعيشون بمساواة معنا وإلا الطرح ليس تطوير النظام، السؤال لن يكون إن كنا نريد لامركزية وماذا حصل بجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، السؤال سيكون: إن كانت جمهورية حزب الله ستبقى قائمة وذاهبة الى تقسيم البلد”.
اضاف: “أن نبقى نعيش هكذا، لن نقبل، نحن نرغب بالعيش معا متساوين بالحقوق والواجبات، أنتم حزب ونحن حزب، ندخل الى المجلس، لدينا نواب ولديكم نواب يشاركون في الحياة السياسية، وليس أنتم لديكم سلاح ونحن لا، وليس انتم فقط تقررون ونحن ممنوع علينا القرار”.
وتوجه إليهم قائلا: “هل تحبون العيش بمساواة؟ فهذا ما نريده في دولة نطور نظامها واللامركزية والدستور فيها وكل اللبنانيين سيكونون سعداء، لكن إن كنتم لا تريدون ذلك فالحل ليس تعديل النظام، بل ماذا سنفعل بين الجمهورية اللبنانية التي فيها كل اللبنانيين الذين يرغبون بالعيش تحت سقف الدولة من كل الطوائف والمذاهب والمناطق وجمهورية حزب الله. النقاش سيكون إن كان هناك جمهوريتان أم لا، وليس أمرا آخر، كيف ستتعاطى جمهوريتان على أرض واحدة؟”.
أضاف: “لن نشرع سلاح حزب الله على طريقة العراق كما حصل مع الحشد الشعبي. بعد الحرب لن نقبل بأي شكل من الاشكال بأن ندفع نحن ثمن أمن اسرائيل. اذهبوا وادفعوها من حسابكم”.
وتابع: “لن نعطي حزب الله الضوء الأخضر في لبنان مقابل أن يؤمن هو أمن اسرائيل، ونحن لسنا وحدنا ونحن من كل الطوائف ولننزع الخوف من داخلنا ولتكن لنا الجرأة على الكلام”. وتوجه الى كل اللبنانيين بالقول: “لا تخافوا اذا تعاضدنا، فمعركتنا رابحة ولن يكون لحزب الله خيار إلا بالخضوع للدولة”.
وعن الحملات التي تطاله، قال رئيس الكتائب: “لا أحد يفكر بأننا سننتبه أكثر الى ما نقوله أو أن نحقق بهويات من يكونون معنا على التلفزيون ونحن من يجب أن يدقق بهوية آموس، تعالوا نفتش عن جنسيته الأخرى وبأي جيش كان في العام 1993 وقاتل مع من؟ مع الجيش الاسرائيلي”.
وسأل: “هل يجب أن أتأكد من جنسية المحاور؟ المنطق الهروبي مشكلتهم؟ مسابقة رياضية نهرب؟ نقاش سياسي نهرب؟ لا، نريد أن نكون موجودين على كل المنابر وندافع عن مصلحة لبنان على كل المنابر، وسنقول الحقيقة لكل الناس وهذا بلدنا ولن نهرب وسندافع عنه شاء من شاء وأبى من أبى”.
وقال: “عندما تنتهي الحرب سنجلس ونتكلم ولن نؤجل مشاكلنا التي ورثناها ونورثها لأولادنا، ففي أيامنا سنحل المشاكل وسنعيش أياما سعيدة ونستحق أن نعيشها لأننا تعبنا. سنعيش الحياة السعيدة في لبنان الذي نريده منارة وسنستفيد من كل قوة لدينا لتقوية اقتصادنا وجيشنا ويعود لبنان الذي نحلم به ونريد أن نعيش بلبنان معا “فيكن وبلاكن سنعيش الحلم”.
اضاف: “معركتنا وطنية بامتياز ليست فئوية أو طائفية أو مذهبية ونتكلم باسم جزء كبير من اللبنانيين الذين تعبوا و”قرفوا”، نريد لبنان برجال دولة يستعيدون حقهم بتقرير مصيرهم لا أن تكون فيه دولة غائبة”. وتابع: “لبنان في حرب والحكومة لا تجتمع. فهل سمع أحد بوزير الدفاع؟ أنتم حكومة لبنان “اكسروا عيننا” واعقدوا اجتماعا، أدعوا قائد الجيش الى اجتماع. ان هذا اكبر دليل على ان لبنان مخطوف وان حزب الله يحكم وان الدولة “أزلام” وميقاتي لا ينفك يغير في مواقفه”.
واردف: “ممنوع أن نناقش حدودنا البحرية في مجلس النواب ما يعني أن حزب الله يخطف البلد ويمنع الشعب اللبناني من أن يقرر مصيره، نريد بلدا ورئيسا يفاوض ويجول على العواصم ليدافع عن مصلحة لبنان وحدوده وأمنه ومواجهة أي عدو أو انتهاك للسيادة كلنا شركاء فيها تحت سقف الدولة والجيش”. وقال: “إننا بحاجة الى مقاومة شعبية تحت سقف الدولة والجيش، من قال إننا نريد التخلي عن سلاح حزب الله؟ ولكن نريده كما خبراته تحت إمرة الجيش ونريد أن نقوي بلدنا وشعبنا، ومن قال انه من حق ناس أن يدافعوا والآخرين لا؟”.
أضاف: “هذا موجود في نظام أهل الذمة، أي أن جزءا فقط يحق لهم حمل السلاح والمشاركة في الحروب أما الباقون فيأكلون ويشربون وينامون ويدفعون. نحن ندفع الجزية وفي الوقت نفسه ممنوع علينا أن نشارك لا في القرار ولا في الحرب”.
وتابع: “البعض يرى المواجهة صعبة ويخاف لكننا نقول لهم: نحن هنا، لا تخافوا وليبق صوتكم عاليا، عبروا عن رأيكم، نوابا كنتم أم مواطنين أم أحزابا، لا تخافوا، قولوا الحقيقة ونحن بـ”بوز” المدفع ليس لدينا مشكلة، كاسحة ألغام ليس لدينا مشكلة، فهكذا تربينا وتعودنا ولا نعرف أن نكون بخلاف ذلك، كلمة الحق سنبقى نقولها وسنواصل الدفاع عن بلدنا، لن يخيفنا أحد ولن نتراجع. لا تخافوا”.
وتوجه الجميل الى “الساكت” سائلا: “لماذا أنت ساكت؟ مم تخاف؟ هذا بلدنا وهذه أرضنا وشعبنا وحريتنا وكرامتنا، قولوا الحقيقة ولا تخافوا”. وخاطب “الأصدقاء والحلفاء في المعارضة” بالقول: “اليوم نحن بأمس الحاجة إلى توحيد الجهود وإنشاء الجبهة العريضة للوقوف والصمود والربح واستعادة البلد وندائي للجميع: لا تخافوا، فقد حان الوقت… وبالنهاية قضيتنا لبنان أولا، لبنان أولا، لبنان أولا”.