اللجنة الخماسية تستعيد زخمها..وموسكو تدعم ثنائية فرنجية – الحريري

كتب عبدالله بارودي

تسابق كبير يحصل بين مختلف الأطراف الإقليمية استباقًا لإعلان انتهاء الحرب في غزة وانعكاسها على الوضع في المنطقة بشكل عام.

ولعلّ القصف الأميركي لمراكز وتجمعات عسكرية ايرانية في سوريا والعراق في اليومين الماضيين بعكس ما يعتبر بعض المراقبين بأنه يأتي تمهيدًا لتوسّع الإشتباكات العسكرية، ما هو الا تمهيد للوصول الى حلّ شامل في المنطقة يبدأ من الأراضي الفلسطينية.

ولا بدّ ان يحظى لبنان بحصته أمنيًا وسياسيًا من انعكاسات توقف العدوان الاسرائيلي في فلسطين قبل الجلوس جميعًا حول طاولة مستديرة لإبرام التسوية المنتظرة.

على المستوى الأمني من الطبيعي ان ينعكس توقف المواجهات في غزة والضفة هدوءًا على الساحة الجنوبية للبنان على ان يتم تتويجه بانتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البرية التي يخوضها المبعوث الأميركي هوكشتاين..

اما على المستوى السياسي، ومع تراجع حدة أصوات القذائف والرصاص في فلسطين سيستعيد المشهد اللبناني الداخلي زخمه وتحديدًا الاستحقاق الدستوري الأهم المتمثل في الانتخابات الرئاسية وتسمية رئيس الحكومة وتشكيلها..

لكن هذا لا يعني ان الصورة تبلورت وباتت جاهزة للإخراج، فالطريق لا تزال بحاجة الى التعبيد وتوفير تفاهم أكبر وأوسع بين مختلف المكوّنات الإقليمة والداخلية. كما يقول مصدر دبلوماسي.

ويشير هذا المصدر في حديثه ل”ديمقراطيا نيوز”، ان اللجنة الخماسية المعنية بالملف اللبناني أصبحت أكثر تماسكًا وترابطًا نتيجة توحيد الرؤية والنظرة بين جميع اطرافها بعد الخلافات التي ظهرت على السطح وخصوصًا بين الجانبين القطري والفرنسي.”

ويؤكد المصدر، ان ” التفاهم السعودي والقطري مستمر رغم التباينات البسيطة في بعض الطروحات، لكن كل من الطرفين يعمل بتنسيق وتشاور كامل برعاية وموافقة أميركية أدت في نهاية المطاف الى تبلور موقف “الخيار الثالث” الذي جرى طرحه أمام الأفرقاء اللبنانيين!..”

ويرى نفس المصدر ان ” تعنّت “الثنائي الشيعي”حول المرشح فرنجية أدى الى طرح أعضاء “اللجنة الخماسية” على الرئيس بري في زيارتهم الأخيرة له خيار الحوار ومساهمتهم به كوسيط ايجابي بين كل الكتل النيابية بشرط ان يكون ثنائيًا او ثلاثيًا لإنتاج مفاعيله الضرورية والمفيدة، على ان يستتبع بجلسة انتخابية رئاسية بدورات متتالية، وقد لاقى هذا الطرح ارتياحًا لدى بري.”

اما على مستوى رئاسة الحكومة وتشكيلها، فيبدو ان طرح “السلّة المتكاملة” عاد ليبرز مجدّدًا حتى لا يقع الجميع بالمحظور فور انتخاب رئيس الجمهورية في استعادة للمشهديات المأساوية السابقة!..

الا ان ما يعيق هذا التوجّه غياب القرار عند المكوّن السنيّ باستمرار تعليق المرجعية السياسية الأولى للطائفة الرئيس سعد الحريري عمله السياسيّ!..

ومع استعادة علاقة الحريري والمملكة جزءًا من رونقها، بالتوازي مع الزخم الداخلي الذي يحيط بالرئيس الحريري من مختلف الأطراف، ومطالبته بالعودة ومتابعة مساره السياسي الوطني والطائفي وصولًا الى المشهدية الشعبية المتوقعة في “١٤ شباط” لإحياء الذكرى ال ١٩ لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري والتي ستحيط بالحريري من أمام الضريح في “وسط بيروت” وصولًا الى مداخل وساحات “بيت الوسط”، تترقب الأوساط السياسية الداخلية والخارجية نتائج ومفاعيل الأيام التي تلي ذكرى “١٤ شباط” وانعكاسها على المشهد السياسي العام.

ويؤكد المصدر الدبلوماسي “يبدو ان الطرف الروسي التقط مُسبقًا هذه المؤشرات وفهم دلالاتها، أضف الى ذلك، المشاعر الدافئة والطيّبة، والإحترام والتقدير الذي يكنّه الروس للحريري، ما جعلهم يدعمون ويعملون على انضاج حلّ شامل قوامه سليمان فرنجية وسعد الحريري والعمل على تسويقه لدى الدول المعنيّة بالملف اللبناني معتمدين على العلاقة القوية التي تربطهم بطهران والرياض.”

ويختم المصدر،” أراد الروسي ان يستمع الى رؤية سعد الحريري للحلّ الشامل في لبنان وهو ما جرى بحثه في اللقاء الأخير الذي جرى بين بوغدانوف ومستشار الحريري شعبان الذي خرج من اللقاء حاملًا للرئيس الحريري تحيات الروس وتصوّرهم للحلّ!”..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top