
بقلم ديانا خدّاج
بات بديهيًّا ان “14 شباط” ليس كغيره من باقي الايام. أما هذه السنة، فلم يمنع الطقس العاصف الآلاف من الوصول إلى وسط بيروت لإحياء ذكرى التاسعة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري.
فمنذ ساعات الصباح الاولى من يوم الذكرى وطرقات لبنان اهتزت تحت اقدام الوافدين، من كل المناطق، حيث قَدِموا رافعين صور الحريريّين “الأب” و”الابن” ومطالبين بعودة رئيس الحكومة السابق الى لبنان والى الحياة السياسية.
أطلّ سعد الحريري إلى ناسه تحت المطر ، وبكلمة مختصرة من قرب الضريح أطلق شعاره لهذا العام “كل شي بوقته حلو، وقولوا للجميع انكم عدتم إلى الساحة”، وأكمل الرسالة التي هزّ بها قلوب الجماهير وقال فيها “من دونكم ما في شي ماشي بالبلد”.
الشخصيات السياسية لم تغب عن المشاركة في هذه الذكرى، وبعضها شخصيات كانت غائبة عن الساحة لمدة طويلة، لكن يبدو أنهم وجدوا حضورهم في هذه السنة الوقت المناسب للظهور مجددًا.
كثرت العناوين والاستنتاجات لهذا اليوم واختلفت، فالبعض اعتبر ان الحريري يمهّد لعودته، والبعض الآخر استبعد هذا الأمر.
النائب السابق هادي حبيش علّق بحديث “لديمقراطيا نيوز ” على اليوم الوطني قائلًا “كان متوقعًا في خطاب الرئيس سعد الحريري ان لا يتعمّق أكثر في المواضيع السياسية، ولكنه أوحى انه موجودًا في الأجواء بالرغم من تعليق عمله السياسي، ولا بدّ له ان يختار الظرف والتوقيت المناسب للمنطقة وللبنان لكي يكون قرار عودته مثمرًا على الصعيد الشخصي ولفريقه السياسي، وصعيد البلد بشكل عام.”
واضاف “المشهد في قلب العاصمة كان جامعًا، بالرغم من قساوة الطقس، فباعتراف الخصوم قبل الحلفاء ان الشهيد رفيق الحريري قد جمع باستشهاده كل اللبنانيين الذين اعتبروا ان خسارته خسارة وطنية، تخطت آل الحريري والطائفة السنيّة إلى لبنان والوطن العربي”.
وختم حبي “الشعب اللبناني الذي يتمنى عودة الحريري بأسرع وقت، أكد “امس” في يوم الوحدة الوطنية، وقوفه الى جانب هذا البيت ودعمه لمسيرة الرئيس سعد الحريري التي ورثها عن والده”.
اما الكاتب الصحافي والناشط السياسي بشارة خيرالله فأكد ل”ديمقراطيا نيوز” ان “ما شهدناه بالأمس شجّع حُكمًا سعد الحريري على العودة إلى الحياة السياسية التي لا تتوفر فيها اي ظروف مساعِدة.
فالشعب اللبناني بجميع أطيافه ومذاهبه يُجمع على ان عودة سعد الحريري لا بد منها، والفراغ الذي تركه في الساحة لم يملأه احد.”
أضاف “عودته ضرورية، بالرغم من السؤال الذي يطرح نفسه وهو: هل الظروف التي أبعدته عن الحياة السياسية قد تغيّرت؟..” مشيراً الى أنه “علينا جميعًا ان نسهّل انتخابات رئاسة الجمهورية وتشكيل حكومة جامعة لكي نمهّد لعودته بشكل أفضل، فالمتغيّرات الإيجابية ضرورة قصوى في البلد.”
وختم “الانضمام مجدّدًا إلى الحياة السياسية، في الظروف الراهنة غير مجدية وليست لصالح الحريري ، فبالوقت الذي يخوض فيه “حزب الله” الحرب على الحدود اللبنانية و “على حسابه”، ومن جهة اخرى يتعدى الوزراء على صلاحيات رئيس الجمهورية، وكلٍّ يغني على ليلاه، لا جدوى من العودة”.