تتكثف المفاوضات لمنع توسع الحرب على الحدود اللبنانية الاسرائيلية، بينما نشهد في كل يوم تصعيد من قبل العدو الاسرائلي ان كان لتوسيع رقعة القصف او لاستمراره باستهداف شخصيات قيادية وحتى مدنية.
فاستهداف العدو الإسرائيلي للمدنيين مؤشر يدل إلى أن الأمور ذاهبة نحو الأسوأ وهناك تخوّف من إندلاع حرب موسعة إذا لم تنجح الضغوط الأميركية في إقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي بالتراجع عن هذا العدوان.
في الوقت عينه لا نرى اي ردود بحجم التعديات الاسرائيلية من جهة “حزب الله”، إنما كما يبدو هناك قرار البقاء في موقع الدفاع عن النفس فقط لا غير.
الكاتب السياسي مصطف فحص أشار في حديث لـ “ديمقراطيا نيوز” الى “ان التزام “حزب الله” في البقاء بالموقع الدفاعي هو قناعة إيرانية، فالمحور لا يريد الانزلاق في مواجهة مفتوحة لإدراكه احتمال تدخل اميركا مباشرةً بحال شنت الحرب وذلك سيكون ضد مصالحه في المنطقة، لذلك يصرّ المحور الايراني و”حزب الله” على البقاء ضمن قواعد الاشتباك، لعدم اعطاء اسرائيل ذريعة شن حرب مفتوحة.”
يضيف فحص “المواجهة تتدرج بحيث أنها خرجت عن قواعد الاشتباك، ومستوى النزاع مرتبط بحجم الاعتداءات والرد عليها، الا هذا التوسع يبقى رهينة خطأ غير مدروس من احد الأطراف بحيث يؤدي إلى انزلاق في المواجهة، لكنه سيبقى محدودا إلى حين فرض معادلة جديدة من قبل اسرائيل.”
ويتابع “التهدئة مرتبطة اليوم بقواعد التفاوض والاشتباك، لذلك يبدو ان المفاوضات متعثرة وهذا يبدو من التصعيد الذي نشهده من قبل العدو الاسرائيلي”.
ولا يستبعد فحص امكانية ان يكون هذا التصعيد تفاوضيًا وهو ما يُسمى بـ “الاحتكاكات الخشنة” التي تسبق عمليات التفاوض النهائية، إنما ما يحدث في الإقليم وارتباط لبنان بغزة والدول العربية الاخرى يؤكد عدم جدّية عمليات التفاوض بقدر ما هي احتوائية مؤقتة.
وحول تأثير التوترات الامنية على الواقع الداخلي، اكد فحص “ان البلد مرهون بالمعادلة السياسية التي ترتبط اقليميًا بغزة ومحليًا بالجنوب، فمن يجلس على الطاولة في لبنان هو من يمتلك أدوات القوة، لان قرار الحرب والسلم مرتبط بجهة واحدة”.
وقال “الاقليم والداخل قيد التعطيل لذلك لا مجال لاي حلّ داخلي، وبالتالي اذا جاءت الحلول على قياس من يمتلك القوة فالوضع سيذهب نحو عدم الاستقرار السياسي، لان هناك فرقاء يرفضون ما يفرض عليهم بالقوة، من هنا، فالمعادلة في لبنان ستتعقد أكثر والفراغ سيستمر.