نظّمت جامعة الجنان بمناسبة الذكرى الثالثة لرحيل الدكتور “عبد الإله ميقاتي”، حفلاً تكريميّاً تقديراً لعطاءاته في ميادين الفكر والتربية والإنماء، وذلك بحضور سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ “محمد إمام” ممثلاً بعضو المجلس الإسلاميّ الشرعيّ الأعلى فضيلة الشيخ “مظهر حموي”، فضيلة الشيخ “علي قدور” رئيس المجلس الإسلامي العلويّ ممثلاً بالشيخ “محسن عبد الكريم”، مستشاري دولة الرئيس نجيب ميقاتي الأستاذ “مقبل ملك”، والأستاذ “زياد ميقاتي”، رئيس مجلس أمناء جامعة الجنان الدكتور “سالم فتحي يكن” وأعضاء من مجلس أمناء الجامعة، مدير عام جمعية العزم والسعادة الأستاذ “رياض علم الدين”، عائلة الفقيد، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير، النائب “أشرف ريفي” ممثلاً بالعميد “جمال ناجي”، النائب “ايهاب مطر” ممثلاً بالأستاذ “يحيى حداد”، النائب “طه ناجي” ممثلاً بالدكتور “محمد ناجي”، النائب “جميل عبود” ممثلاً بالأستاذ “نهاد مولوي”،
النائب السابق علي درويش، نقيب المحامين “سامي الحسن” ممثلاً بالمحامي “محمد هرموش”، رئيس اتحاد نقابات العمال في الشمال النقيب “شادي السيد”، نائب نقيب محرري الصحافة الإعلاميّ “غسان الريفي”، عضو المجلس الأسلاميّ الشرعيّ الأعلى الدكتور “بلال بركة”، رئيسة منتدى المعاقين الأستاذة “رشا سنكري”، رئيس الرابطة الثقافية “رامز الفري”، المدير العام لجامعة الجنان الأستاذ الدكتور “بسام حجازي”، رؤساء جامعة “العزم” و”القديس يوسف” إضافة إلى السادة عمداء وأعضاء الهيئات الأكاديميّة والإداريّة في جامعة الجنان، كوادر جمعية العزم، وممثلي الأحزاب الإسلاميّة والوطنيّة وأعضاء مجالس بلديّة واختياريّة.
استهل اللّقاء بتلاوة عطرة لشيخ قرّاء الكورة والقلمون والبترون فضيلة الدكتور “زياد الحاج” ، فالنشيد الوطنيّ ونشيد جامعة الجنان.
“حرّوق”
كلمة ترحيب من المدير الإداريّ في الجامعة الدكتور “ربيع حرّوق” بالمشاركين، مشيراً إلى أهميّة اللقاء كونه يشيد بمآثر رجل كان له بصمات متعدّدة مفيدة لطرابلس وأهلها في كل ّالمجالات التي شغلها.
“توما”
بدايةً، تحدّث رئيس قسم اللغة العربيّة وآدابها في جامعة الجنان الأستاذ الدكتور “جان توما” عن كتاب الراحل “مسيرة التعلم عند العرب”، مؤكّداً أهمية رؤيته في تحقيق التوازن بين حركة العلوم والتكنولوجيا والقيم الأخلاقيّة.
“الأيوبي”
ثم ألقى عميد كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة الأستاذ الدكتور “هاشم الأيوبيّ” كلمة تحدّث فيها عن ذكرياته الشخصيّة مع الراحل، مُشيرًا إلى صفاته الرائعة ودوره في تأسيس قسم القراءات والإعجاز العلمي.
“الحموي”
تلاها كلمة لعضو المجلس الاسلاميّ الشرعيّ الأعلى فضيلة الشيخ “مظهر الحموي”عن إسهامات وخصال الفقيد في ميادين متعدّدة، بدءًا من العلم وصولاً إلى الوسطيّة والاعتدال في الخطاب لإبراز الرؤية التي تعكس خطاب الأمة وتاريخها عبر العصور.
“مبيض”
ثم القى عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية الدكتور “نزيه مبيض” كلمة تحدث فيها عن تاريخ الراحل الأكاديمي في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية وعن إسهاماته وإنجازاته في الجامعة اللبنانية.
د. “يكن”
رئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور “سالم فتحي يكن”، اعتبر بأن وطننا ومنطقتنا يمرّان في مرحلة استثنائية ، لا بل مصيرية دون مبالغة وغلو ، فالنوائب تأتي من كل حدب وعلى كافة المستويات ، ولقد قُيّد لطرابلس من خلال من يتولى الموقع الأول في السلطة التنفيذية أن تكون في منصتها التاريخية ، ألا وهي مواجهة منطق التقسيميين والانكفائيين والمعطلين لمسيرة الدولة ومسارها.
لقد شكل هذا التناغم بين الرئاستين الثانية والثالثة بشخص كل من دولة الرئيس “نبيه بري” ودولة الرئيس “نجيب ميقاتي” ، والذي أسّست له روح وطنية بات يفتقدها الكثيرون في ممارساتهم ولا يستحضرونها إلا في خطبهم وعظاتهم ، إطاراً حال دون انزلاق الأوضاع الداخلية والخارجية إلى منزلقات تطيح بالكيان ، وأمنت له حصانة تنأى به ، بالحد الأدنى ، عن الانفجارات الكبرى في منطقتنا ، وإنها لتجربة يؤسّس عليها لتبيان الصيغة الأنسب لحكم الوطن في المستقبل ، أيكون مع من قاطعوا واستنكفوا وأرادوا أن يعطلوا وفشلوا ، أم بين من تصدوا وضحوا وآثروا؟
فلا شكّ في أنّ أداء الحكومة ورئيسها دولة الرئيس “نجيب ميقاتي” هو موضع انقسام بين مؤيد ومعارض، لكن على من عارض ولا يزال أن يسأل مَنطِقه أولاً : ما البديل ؟
أضاف: “لقد استطاعت هذه الحكومة أن تمنع الانهيار على مستويات عدّة، وفي طليعتها المستوى السياسيّ بإجراء انتخابات نيابية، وتأمين استمرارية الحُكم وعمل مؤسّسات الدولة، بالرغم من عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة حتى الآن بفعل الانقسام الحاد داخل المكوّن المسيحيّ والمارونيّ تحديدًا، وبالرغم من كلّ حملات التشكيك بقراراتها والتخوين التي طالتها، وكأنّي بهم يرون أنّ استمرار هذا الوطن بات خيانة، وتعطيل مؤسّساته بات وطنيّة لا تعلوها وطنيّة حيث نجحت هذه الحكومة بوقف الانهيار النقديّ المتمادي ، وها نحن نشهد استقرارًا في سعر الصرف استطاع بسببه القطاع الخاص أن يستأنف نموّه، وما نأمل وننتظره هو مواكبة القطاع العام لذلك بتحسين الرواتب والأجور ، والمهم أيضًا كان نجاح هذه الثنائيّة الرئاسيّة بمنع تمدّد الفراغ لمؤسّسات الدولة الأمنيّة الشاهد الأقوى على وجود الدولة وحضورها”.
أردف:”إن ما تشهده غزة من عدوان اسرائيليّ غاشم وصل لحد الإبادة الجماعيّة بإقرار صريح من محكمة العدل الدوليّة وصمود أهلها رغم توحّش آلة القتل والدمار التي أصابت أول ما أصابت قيم حضارة الغرب، وإن ما يشهده الجنوب اللبنانيّ من حرب حدوديّة استنزافيّة نجحت في فرض شريط حدوديّ داخل فلسطين المحتلّة ، كلّ هذا سيترك آثارا ستغير وجه المنطقة”.
وختم: ” لذلك فإنّي أدعو لتلبية الدعوة الى حوار وطنيّ يشمل كلّ القضايا التي كشفت تجربة الحكم الأحدث أنّها مناط خلاف ولا بدّ من تفاهم بشأنها، تفاهم يغلّب المصلحة الوطنيّة على أيّ اعتبار آخر ، وحوار تسوده الموضوعيّة في قراءة وتحديد التوازنات والأوزان الداخليّة والخارجيّة لانتاج تسوية تحفظ أمن البلاد ومصالح شعبه”.
“ميقاتي”
كلمة الختام كانت لكريمة الراحل، الأستاذة “رندة ميقاتي”، حيث أعربت عن لوعتها في فقد والدها الذي كان قائدًا رائعًا ووطنيًّا عظيمًا.
أضافت: ” كان قائدًا في تطوير الجمعيات ومؤسّسات التعليم، وله دور بارز في تشجيع البحث العلمي وتحويله إلى مشاريع ناشئة فقد رفد العلم والثقافة بكوكبة من أنفس المراجع والكتب والدراسات والمقالات.
كما وركز على قيم الإنسان ومرضاة الله، وكان داعمًا للتقدم والخدمة الاجتماعية”.
وختمت: ” كان نائباً لمنتدى الوسطية الذي يرأسه دولة الرئيس نجيب ميقاتي والذي يسهم في صياغة لغة خطابية وإعلامية مبنية على الوسطية والاعتدال والقضايا الفكرية والثقافية كافة والدعوة لتعزيز وترسيخ منهجية التحليل المسند إلى معطيات علمية وثقافية صحيحة وموثوقة”.