بقلم ديانا خدّاج
مفاوضات تهدئة متعثّرة و”أحاديث” عن هدن وصلت إلى طريق مسدود. الجنوب اللبناني مشتعل، وبقع النزاع بين العدو الاسرائيلي و”حزب الله” تتوسع، انما.. مازالت الحرب تُسمى “بالحرب غير الموسّعة”.
وفي ظل تجميد الموفد الاميركي آموس هوكشتين مهمته في لبنان والعودة إلى بلاده بعد ان تعثرت مفاوضات التهدئة في قطاع غزة. يشير الصحافي والكاتب السياسي سركيس ابو زيد، في حديث لـ”ديمقراطيا نيوز” الى “ان الأجواء تثبت بأن هوكشتين لم يتمكن حتى الآن من عقد اتفاق ثابت وشامل بين الأطراف لعدم وجود أفق سياسي للحل، لا على المستوى الفلسطيني ولا حتى على المستوى اللبناني، اضافةً الى أن الميدان ما زال في حالة صراع ومواجهة ولم تحسم فيه الأمور حتى يتراجع فريق ويتقدم فريق آخر.
لذلك فإن المجابهة ما زالت مستمرة والكل ينتظر حسم الأمور ميدانيُا أو سياسيًا حتى تظهر بوادر اتفاق او تسوية على المستوى الدولي أو الإقليمي أو المحلي.”
ويضيف ابو زيد “أعتقد أن مبادرات هوكشتين تقتصر على تحديد الخسائر اذ أنه يحرص على عدم توسّع الأمور بشكل شامل، فالصراعات والمعارك قد تستمر بشكل محدود، بالإضافة إلى أن ما يُشاع عن مفاوضات جديّة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية هدفها ضبط الوضع في الجنوب وفي المنطقة حتى لا تتوسع المعارك وتكبر لتؤدي إلى نهاية هذا الحوار، كما أن إسرائيل تسعى إلى توسيع الإشتباكات من أجل توريط الولايات المتحدة الأمريكية وايران في اشتباكات مباشرة تؤدي الى انهاء او عرقلة التفاهم الذي يجري بينهما”.
ويقول ابو زيد إن “الهدنة الشاملة والثابتة غير موجودة، والحل غير متوفر بالرغم من المساعي التي تقتصر على تطويق الحرب منعًا للمزيد من الخراب، لذلك المرحلة حتى الآن هي حالة من الإنتظار والترقب وضبط الإيقاع بين الأطراف المتنازعة، بإنتظار التغيّرات إما ميدانيًا أو في المفاوضات أو من اتفاق سياسي ما زال متعثر حتى الآن.”
هل الحرب على لبنان وشيكة؟ يجيب ابو زيد “أعتقد بأن المرحلة ما زالت عملية مراوحة، لا نستطيع أن نقول بأنها ستؤدي إلى حرب شاملة أو إلى هدنة ثابتة، فالهدنة في لبنان غير ممكنة في الوضع الحالي، حتى لو حصلت في غزة، لأن هدف البعض هو الابقاء على المعارك المشتعلة، خاصة وان نتنياهو يستفيد من استمرار الحرب “لشد العصب” داخل إسرائيل، لذلك الحرب في لبنان غير محسومة لأنها ستكون مكلفة بالإضافة إلى تعثّر الهدنة والحل السياسي حتى الآن، لذلك فإن لبنان أيضًا في حالة انتظار”.
اما عن المواجهة بين إسرائيل و”حزب الله”، يقول إنها حساسة ودقيقة لقدرة “الحزب” الدفاعية التي تخشاها إسرائيل، فبالرغم من قدرتها على تدمير وتكبيد لبنان خسائر هائلة، الا ان الكلفة ستؤدي الى مضاعفات عند العدو لكونه يعاني من الخلافات والتناقضات الداخلية”.
على صعيد آخر، يُقال إن اسرائيل بدأت الحفر في المساحة التي اقتطعتها من لبنان وفق اتفاق الترسيم البحري العام الماضي، وقد وجدت كمّيات تجارية في هذه المنطقة. يعلّق ابو زيد “طبعًا إسرائيل باشرت باستخراج الغاز وهذا مفيد جداً لها، لذلك هي تسعى الى الاستقرار وضبط الوضع لتستغل الثروات البترولية والغاز الموجودة في البحر، بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية أيضا تسعى إلى تعزيز سلطتها على شواطئ غزة حتى تستفيد من الثروات الموجودة، ولكن استمرار استخراج هذه الثروات يتطلب ايضا حالة من الاستقرار.”
فهل تستطيع إسرائيل حسم المعركة وتدمير فلسطين و”حزب الله” ومحور المقاومة بشكل شامل حتى تفرض السلم الاسرائيلي على المنطقة؟
يختم ابو زيد “الامر يتطلب حرب طويلة الأمد غير متوفرة الآن بالإضافة أن هذه الحرب ممكن أن تجرّ أطرافًا أخرى إلى حرب إقليمية أو عالمية، وهذا الاحتمال مُستبعد”.
.
