سعد رفيق الحريري انسان من لبنان، مجرد من العصبيات ومن خصوصيات وحوش الغابات السلطوية اللبنانية التي طبعت اثار انيابها ومخالبها الدموية على مسيرة الحريرية اللبنانية المدنية، سعد رفيق الحريري انسان من لبنان، ولقد شاءت قساوة الاقدار ان تحمله اعباء هلوسات ايتام الوصايات والنزاعات والاحتلالات ومليشيات القتل والدمار في لبنان، سعد رفيق الحريري انسان اختار السياسة بما هي حب الناس وترك السلطة لعشاق الذات في لبنان.
سعد رفيق الحريري انسان، نجح في ان يعيد حب السياسة الى لبنان في يوم الحب (١٤ شباط ٢٠٢٤) مما اغضب عشاق السلطة وصناع الكراهية في لبنان، عاد سعد رفيق الحريري الى لبنان وعاد التفاعل والتلاقي الى المساحات المشتركة وعادت ساحة الشهداء قلب لبنان النابض بالحب والامل والحياة واحتضنت ابناء المناطق والاطراف من كل لبنان، عودة سعد رفيق الحريري الانسان ايقظت المكونات السلطوية من ثباتها العميق مع الهواجس والاوهام.
خطاب سعد رفيق الحريري بسيط ومن القلب الى القلب، ولا يحتاج الى مهارات البلاغة والصرف والنحو المجردة من الحب والامل والحزن والاسى والنوى والشغف، سعد رفيق الحريري الانسان احب الناس بصدق وبصدق احبه الناس وميزوه عن كل اولئك الذين احبوا انفسهم وما احبوا الناس، سعد رفيق الحريري الانسان هو مشروعية وطنية غير سلطوية قادرة على التواصل والتفاعل ولم الشمل واستعادة الثقة بدولة الشراكة الوطنية اللبنانية .
سعد رفيق الحريري انسان من لبنان، ولا يزال يشارك كل الصائمين من الصغار والكبار انتظارهم آذان المغرب ومدافع الإفطار على شاشة المستقبل (المعلقة) التي لم تعرف العنف الاعلامي والعنف السياسي والعنف الطائفي والعنف المذهبي والعنف التجاري وشاشة المستقبل كانت فضاء الشراكة والانصهار الوطني في لبنان وتخرّج منها نجوم ورواد كبار، سعد رفيق الحريري انسان من لبنان كان يتابع مسيرة دعوات الافطارات الوطنية الجامعة طوال شهر رمضان من البقاع الشمالي والاوسط والغربي وطرابلس وعكار والمنية والضنية والكورة وجبل لبنان والجنوب وصيدا وراشيا وحاصبيا وشبعا وكفرشوبا وبيروت المدينة كانت في المقدمة على الدوام وتستضيف كل الافطارات.
عشية عيد الامهات في ٢١ اذار ٢٠٢٤ كان قلب سعد رفيق الحريري الانسان في غرفة العناية الفائقة وهي المساحة البالغة الدقة بين هنا وهناك وقد زرت تلك الغرفة مرات ومرات، وبكل صدق ومودة واحترام اتمنى كل الخير والسلامة والأمان الى سعد رفيق الحريري الانسان الذي تحمل مالم يتحمله انسان من الاغتيال الكبير الى تجرع مرارات الاغتيالات السياسية والانقلابات وووو، وسعد رفيق الحريري قدم مصلحة لبنان على المصالح الشخصية والقبلية والمذهبية والتحالفات الوهمية.
سعد رفيق الحريري الانسان يذكرني في عيد الام ٢١ آذار بقصة تلك الام الحقيقية التي رفضت ان تأخذ نصف مولودها بعد تقطيعه وفضلت ان يبقى الطفل بكماله على قيد الحياة حتى ولو عاش في رعاية سواها من ادعياء الامومة والابوة والوفاء، وسعد رفيق الحريري الانسان رفض ان يكون شريكا في تمزيق وتقاسم لبنان و(علّق عمله السياسي) بكل شجاعة وكرم وسخاء، مما جعل من سعد رفيق الحريري الانسان (ام الصبي في لبنان).
أحمد الغز- جريدة اللواء