تعيش المنطقة في تداعيات الهجوم الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، وفي حين توعّدت إيران، من أعلى رأس الهرم أي المرشد الأعلى علي خامنئي، برد قاسٍ، فإن الأنظار تتجه إلى الانتقام الإيراني من إسرائيل، وميدان هذا الانتقام وما تبعاته على المنطقة.
يتخوّف اللبنانيون من أن يكون الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي من جنوب لبنان، أي عبر “حزب الله”، فتنجر البلاد إلى حرب لا تُحمد عقباها، إلّا أنه وبالعودة إلى التجارب التاريخية، فإن “حزب الله” لم ينفّذ أي عملية ضد إسرائيل رداً على هجوم على إيران، والردود بغض النظر عن حجمها كانت دائماً إيرانية.
حتى أن المراقبين لا يتوقعون رداً بحجم الهجوم، انطلاقاً من أن إسرائيل تُحاول تصعيد حدّة الاشتباك الإقليمي وتوسيع الحرب، وإيران لا تُريد الانزلاق نحو حروب شرسة سيكون لها نتائج مدمّرة بغض النظر عن هوية الرابح والخاسر، وبالتالي ستُحاول إيران امتصاص ما حصل.
الباحث والمحلل السياسي أمين بشير يستبعد، في حديث للمصادر الحرب الواسعة والشاملة، ويقول إن “حزب الله” وإيران يمرّرون الوقت حتى موعد الانتخابات الأميركية والتسوية، ولن ينزلقا إلى حرب واسعة، وفي المقابل تستغل إسرائيل هذا الواقع لتنفيذ عمليات اغتيال تخفف عنها الضغط في المنطقة وتحسّن صورتها أمام شعبها.
ويتوقع بشير استمرار سياسة الاغتيالات والعمليات النوعية التي تعتمدها إسرائيل في الفترة المقبلة، خصوصاً وأن التجارب تُثبت أن إسرائيل قادرة على خرق أمن قيادات إيران وحلفائها من خلال التطوّر التكنولوجي والأقمار الصناعية والمسيّرات.
المصدر: الأنباء