اضرابٌ للدفاع المدني وجهاز الإطفاء في طرابلس والسبب عدم دفع المستحقات مصدر ل”ديمقرطيا نيوز” الأزمة في طريقها الى الحل ١٤ مليار ستسدد على دفعتين

بقلم صبحية الدريعي

تراهم حاضرين في الميدان وأينما كان لسنوات طويلة، خاطر متطوعو الدفاع المدني وجهاز الإطفاء بأرواحهم لإنقاذ الناس، ومع هذا يضطرون للاعتصام عدة مرات في كل عام لإيصال صرخاتهم فلا يحصلون سوى على الوعود من المعنيين والسياسيين بتقاضي رواتبهم المتأخرة.

وفي خطوة للضغط تداعى متطوعو الدفاع المدني في الشمال الى عقد لقاء “لرفع الصوت والحصول على رواتبهم ومستحقاتهم المالية”.
وأصدروا بيانا جاء فيه “بعد تثبيتنا في ملاك المدرية العامة للدفاع المدني بتاريخ 26-8-2023، وبعد الوعود المتكررة في كل شهر بأننا سنتقاضى أجورنا عن ثمانية اشهر، وبعد الطلب منا بالالتزام بالدوام، تركنا أعمالنا وضماننا في المؤسسات التي كان معظمنا يعمل فيها. لدينا عوائل وأطفال بحاجة لتغطية طبية ومدرسية وأدنى حقوق العيش الكريم”.
وأضاف البيان، “بعد اجتماع لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات الخميس 28-3-2024 ولم يصدر عنها أي بيان بخصوص رواتبنا، لذا نؤكد أننا سنقوم بتعليق العمل لدى المراكز التابعة للشمال الإقليمي حتى صدور قرار ينصفنا في اجتماع المقرر الثلثاء المقبل في 2-4-2024 للجان المختصة بشأن الموظفين المظلومين، وبعد ذلك لن يكون هناك أي تنفيذ لمهمات حتى إشعار آخر ما لم يقوموا بإنصافنا”.

وفي تفاصيل التحرّكات التي بدأت مع عمّال وموظفي اتحاد بلديات الفيحاء (من ضمنهم فوج الاطفاء ) الذين نفذوا اعتصاماً أمام مركز الاتحاد- المهجر الصحي، واتجهوا بعدها لقطع الطريق أمام منزل وزير الدّاخلية والبلديات القاضي بسام مولوي في شارع المئتين بسبب عدم تقاضيهم رواتبهم منذ ستة أشهر اضافة الى مستحقّات سابقة كانوا قد طالبوا بها .

رئيس اتحاد نقابات العمال في الشمال شادي السيد أكّد في بيان، أنّ ” ما يهمّنا هذه الأيّام هو الأزمة التي يعيشها هؤلاء وهي أزمة غير مسبوقة، فالبعض منهم قد اضطرّ لمغادرة بيته الّذي كان يستأجره، وأصبح هو وعياله في الشّارع، وربّما نجد بعضًا منهم ينصب الخيم اتقاءً لحرّ الشّمس ولنتائج أي موجة مطر”.
ولفت السيّد إلى “أنّنا على أبواب أعياد، وبعد موسم أعياد لا بدّ من توفير الأموال اللّازمة لهؤلاء العاملين في الدّفاع المدني، لأنّنا نعتبر أنّهم أصبحوا مثبّتين، وهذا ما أُقرّ مؤخّرًا. ونحن بحاجة إلى المسارعة لتأمين الأموال و لا ننسى حاجة أجهزة الدّفاع المدني في لبنان إلى دعم عربي ودولي وأممي أيضًا، ليحظى الدّفاع المدني بتجهيزات إضافيّة وبتطوّر مطلوب؛ فثمّة حاجة في هذه المرحلة لذلك”.
واستنكر “واقع رجال الإطفاء في مدينة طرابلس وواقع موظّفي وعمّال اتحاد بلديات الفيحاء”، مشدّدًا على “أنّنا لا نكترث الآن للنّصوص القانونيّة وللخلافات القانونيّة الّتي تحكم الوقائع، أو للإشكاليّات الإداريّة الّتي تعيق وصول الأموال إلى اتحاد بلديات الفيحاء أو إلى الدّفاع المدني، فما يهمّنا أن يحصلوا على أموالهم؛ والباقي كلام ليس لهم شغل فيه”.

الرقيب الأول عبد الرحمن الديري في حديث ل”ديمقراطيا نيوز” يقول”تنضوي تحت لواء اتحاد بلديات الفيحاء أربع بلديات وهي بلديات طرابلس والقلمون والبداوي والميناء، ويضم الاتحاد 170 موظفا بين فعليين ومتقاعدين، وبسبب عدم تسديد البلديات للمستحقات المتوجبة عليها التي هي بمثابة ديون، وصلنا إلى مرحلة لم يتم دفع رواتب الموظفين. في كل مرة ننزل فيها الى الشارع نستطيع تحصيل جزء بسيط من المستحقات القديمة، لكنها لا تغطي سداد جميع الحقوق..”

وتابع الديري ” كان الدفاع المدني يغطي ٧٠٪؜ من الحرائق في طرابلس لكنهم ايضاً قاموا بتعليق عملهم بسبب عدم دفع مستحقاتهم اضافة الى ضعف الآليات فلم يعد موجود لا الدفاع المدني ولا فوج الاطفاء من سيتحمل المسؤولية ؟

خليل الأشقر معاون في فوج الإطفاء يأسف لكل ما يتعرضون له ويقول” لا يُخفى على أحد أنّ الوضع بات كارثياً ويحتاج إلى تدخل سريع.
تخرجت من جامعتي وانضممت الى فوج الإطفاء للعيش بكرامة للأسف بعد اكثر من ١٤ عام من الخدمة وصلنا الى مرحلة ما دون الصفر “

وأضاف ” بعد أن كان راتبنا في السابق يصل الى 1500 دولار حالياً صدقاً انا لا أعلم اليوم كم يبلغ راتبي آخر مرة تقاضيت بها كانت في شهر تشرين الاول من العام الفائت.”

وأضاف”لم يتخلَ العناصر يوماً عن مدينة طرابلس ففي زمن الحرائق كانوا حاضرين على الرغم من انعدام المؤهلات والخصائص التي تُشجعهم على الاستمرار “..

لا تختلف معاناة يحيى مراد عن زملائه صعوبات كبيرة يواجهها لتأمين مصروف عائلته “تطوعت في الدفاع المدني عام 2006 الله وحده يعلم بحالنا على الرغم من المخاطر التي أواجهها أثناء القيام بمهمتي. إهمال كبير ندفع ثمنه، لدينا 8 آليات في المركز واحدة منها فقط تعمل، وبعد أن كنا نصلح الأعطال من مالنا، الآن لم يعد لدينا إمكانية إصلاح أي شيء..”
وتوجه مراد بالقول للسياسيين عبر “ديمقراطيا نيوز” “ألا تريدون أن نطفئ النيران في بيوتكم إلى متى سيبقى هذا التقصير بحقنا..”

مصير أكثر من 160 عائلة على المحك إهمال وراء إهمال أنهك هؤلاء الأبطال بعد أن فقدوا الأمل نتيجة الوعود الكاذبة في كل مرة في وقتٍ لا يُطالبون فيه إلّا بحقوقهم المالية وبحقّهم الإنسانيّ الذي يحفظ كرامتهم ..

وبحسب معلومات حصلت عليها “ديمقراطيا نيوز” أكدت بأنه سيتم فتح إعتماد للإتحاد بمبلغ قدره ١٤ مليار على أن يتم تسديد المبلغ على دفعتين سبع مليار قبل العيد و السبعة الأخرى تسدد بعد العيد بإنتظار ما ستحمل الساعات المقبلة على أن تتحوّل الأقوال هذه المرة الى أفعال!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top