العقرب – ديمقراطيا نيوز
في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتّر في المنطقة، يطلّ علينا السيّد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، بخطابٍ يحمل في طيّاته المزيد من التهديدات و التوعّدات لإسرائيل، متحدّثاً رسميّاً باسم الجانب الإيراني. هذا الظهور لم يمثّل انحرافاً عن نهجه المعتاد، و الذي يعد فيه بالردّ و يرفع من معنويّات أتباعه و مناصريه، في ظلّ الانتقادات الواسعة التي يواجهها من الشعب اللبناني و التململ داخل بيئته. تتوتّر خطابات السيد مع تزايد الإنتقادات لاستراتيجيّته القتالية التي يرى معظم اللبنانيين أنّها لم تؤدِّ إلّا إلى جلب المزيد من الدمار على المدنيين الأبرياء، و تحويل جنوب لبنان إلى ساحة حرب إقليميّة لا تخدم سوى أهدافه الخاصّة و مصالح إيران الإقليمية.
سقطت صورة حزب الله القائد و المبادر لتظهر الحقيقة بأنّه مجرّد أداة في يد إيران، يُستخدم لتحقيق أجندتها السياسية و العسكرية في المنطقة، دون اعتبار لتكلفة ذلك على الشعب اللبناني. و على الرغم من الخسائر الفادحة في الأرواح و البنية التحتيّة التي تكبّدتها مناطق الجنوب، يواصل نصرالله الدفاع عن ما يسمى بـ”جبهة المساندة”، مؤكّداً أنها تلعب دوراً محورياً في معركة غزّة ضدّ إسرائيل. و مع ذلك، هذه الجبهة لم تنجح في تحقيق أيّ دعم أو مساندة لفلسطين و لم تغيّر مجرى الصراع بشكل يُذكر، فغزّة تدمّرت و القتلى بالآلاف.
دور حزب الله هو فقط فتح معركة لزعزعة استقرار لبنان و المنطقة كي تتمكّن طهران من أن تساوم عليها. هذا الفصيل الإيراني غريب عن اللبنانيين فهو لم يلتفت أبداً لأوضاع الناس و تجاهل الانقسام العميق حول أفكاره. ينظر إليه معظم اللبنانيين على أنّه سبب رئيسي للأزمات التي تعصف بالبلاد.