العقرب- ديمقراطيا نيوز
يرى مصدر سياسي أنّ الاعتداء على مكتب القومي في جديتا يأتي ضمن سلسلة تصعيديّة يشهدها البلد منذ يومين. و يعبّر المصدر عن القلق البالغ إزاء التصريحات المتسرّعة و الاتّهامات التي أُطلقت قبل استكمال التحقيقات الرسمية. هذا النهج، المُتّسم بالاستعجال في إصدار الأحكام، يتعارض بوضوح مع الموقف الذي طالب به محور الممانعة بعد حادثة اغتيال منسّق القوات اللبنانية في جبيل. حيث كانوا يدعون القوّات إلى ضرورة الانتظار و عدم التسرُّع في توجيه الاتّهامات حتى تقوم الأجهزة الأمنيّة بدورها و تظهر نتائج التحقيقات للعلن.
يتابع المصدر بالقول إنّ هذا التناقض لا يمكن تفسيره إلّا كجزء من استراتيجيّة مدروسة للضغط على القوّات اللبنانية و دفعها للتراجع عن مواقفها السياسيّة المعارضة بشدّة لعملاء إيران “أسياد القومي”. الحجم و الدور الذي تلعبه القوّات اللبنانية لا يتوافقان مع حجم الحادثة، فالقوات مشروعها الدولة، و حتى بعد اغتيال مسؤوليها، ضبطت نفسها و سلّمت نفسها للأجهزة الأمنيّة حتى لو كان ذلك بشروط.
في النهاية يرى المصدر السياسي أنّ محاولة الحزب القومي إيجاد مكان لنفسه خدمةً لمعلّمه أمر مفضوح و قد أسقط ادّعاءات عملاء إيران بالرّكون إلى الدولة و تحقيقات الأجهزة الأمنيّة. يبدو أنّ محور إيران يرغب في أن تتماشى الدولة مع نهجه و أهوائه، و في غير هذه الحالة، يتجاهل الدولة و الأجهزة الأمنيّة.
