أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب انطوان حبشي إلى الجهود التي تبذلها قوى الممانعة من أجل تأجيل استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية، بعد سياسة المماطلة والتسويف التي سلكتها في استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية متخطية بذلك ما ينص عليه الدستور، وضاربة عرض الحائط بأصول احترام إجراء هذه الاستحقاقات في مواعيدها الدستورية المحددة. مشددًا على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها المحدد من دون أي تأجيل، نظرًا للدور الذي تلعبه السلطات المحلية في معالجة ومتابعة الشؤون المناطقية، خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يشهدها لبنان. حيث لا مبرر لتأجيل هذا الاستحقاق بحجة تعذر إجرائه في بعض المناطق الجنوبية، مشيرًا إلى أنه بالإمكان تأجيل إجراء هذه الانتخابات في المناطق التي يتعذر إجراؤها فيها، وقال إن لا حاجة لتذكير رئيس مجلس النواب بأن مثل هذا التأجيل جرى اعتماده خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي للقرى الحدودية الجنوبية.
كلام حبشي جاء خلال عشاء اقامه مركز لوس انجلوس على شرفه في المدينة التي زارها ضمن جولته الأميركية الموسعة. وعرض حبشي أمام الحضور لآخر تطورات الأوضاع في لبنان، لا سيما في ظل التحديات الداخلية والإقليمية الماثلة، إن لجهة التصعيد على جبهة الجنوب اللبناني وتوريط لبنان بسياسة المحاور، أو على صعيد استحقاقات الداخل.
مؤكدًا ان المسؤول عن موت باسكال، هو من عبّد الطرقات بين لبنان وسوريا ليقطع المقاتلين والسلاح ومعهم بيقطع الكبتاغون وتهريب المازوت ومعهم بتقطع عصابات السرقة. لم يعد بإستطاعتنا التميز بين تاجر المخدرات والمقاوم وبين السارق والمقاوم. ولم يعد بإستطاعتنا التفريق بين العصابة والمقاومة. واقول لكم لا يوجد مقاومة إلا مقاومة الشعب اللبناني من خلال مؤسساته.
وتابع: أحد رجال الدين يقول لنا لبنان كذبة أو جدل إستعماريّ. فائض القوّة لا يُجسد في التهديد ورفع الأصابع فقط، فائض القوّة يدفعهم لإعادة كتابة التاريخ على ذوقهم ، ولكن اقول لكم ان البطريرك عريضة هو من رعى مزارعي شتلة التبغ في الجنوب ، والوقت الذي أخذوا فيه صفة الطائفة في لبنان هو مع الرئيسين حلو وشمعون. لبنان هو نتاج معركة وجوديّة قادها البطريرك الحويك، الّذي كان بإستطاعته والفريق الداعم القول “لم يعد بإستطاعتنا شيء” لأن فرنسا حينها الدولة العظمى لم تكن تريد لبنان الكبير. هذا ال ” لبنان” الّذي أعطى 100 عام من العيش الكريم والحرّ لكلّ مكوناته، بعكس إتجاه المنطقة المحيطة حيث الدول الإثنيّة والتوتاليتاريّة. هناك إرادة لإغتيال لبنان وإستنزافه وسلاحهم يخبئونه ليستعملونه في بيروت والشوف وعين الرمانة وشويا وخلدة وغيرها من الأماكن، لو سلاحه يسمح له بإبتلاع لبنان لكان فعلها وما كان إنتظر أكثر وهو الّذي إستعمل السلاح مرارًا في الداخل.
وشرح حبشي، ان النسر يعيش 70 سنة وعندما يصل الى سن الـ 40 سنة تأتيه أزمة منتصف العمر. تثقل عليه أجنحته و تكبر أظافره ويكبر منقاره وتقل حدتها وتصعب حياته وصيده وقدرته. لكن برغم من هذه التحديات يكون على النسر إتخاذ قرار استراتيجي مدته 150 يوم . يصعد للقمة ويختار أعلاها لتكون ملجأه و يجلس ليعتكف، ويبدأ بتكسير مخالبه ونزع ريشه و كسر منقاره، وبهذا القرار الإستراتيجي يعيش 30 سنة إضافية وإذا لم يقم بذلك لا يستطيع العيش لهذه الفترة. لبنان مثل هذا النسر وعليه إتخاذ قرار إستراتيجيّ بكسر منقار الفساد ونتف ريش الدويلة وكسر مخالب المصالح.
وأضاف: اليوم معركتنا وجودية، ويسألوننا ماذا تنتظرون لتتحركوا؟ اقول لهم ان لبنان اليوم لم يعد يستطيع تحمل اي امكان رهان او مخاطرة خاطئة، لذلك يجب وضع حد للدويلة، ولا اعني هنا حمل السلاح والوقوف بوجهها لأن الدفاع عن لبنان وعن اللبنانيين هي مسؤولية الجيش اللبناني، ولكن ما اعنيه ان نتصرف بحكمة ومسؤولية، كي نستطيع الحصول على اكبر كتلة نيابية تسمح لنا بالوقوف في وجه مشروعهم.
واكد حبشي، نعم… نريد حوارًا موضوعه إستعادة السيادة وتطبيق 1701 وضمنًا 1559 عندها يكون للحوار جدوى وليس إبتزازًا غايته فرض إرادة وسياسات خارجيّة لا مصلحة للبنان فيها، لذلك فإن وعي الشعب اللبناني هو المسؤوليّة الأكبر لأنه عندما تنتخب نائبا على اساس بناء الدولة وفجأة يزخ ويبدأ بالتلعثم ويصفر وجهه و”بفرفك إيديه” أمام سلاح الدويلة، إذا عدت وإنتخبته عندها لا تلوم إلا نفسك.
وتطرق حبشي إلى مشكلة النزوح السوري في لبنان مشددًا على ضرورة قيام المحافظات اللبنانية والمجالس البلدية بالعمل فورا على تنفيذ التعاميم الصادرة عن وزير الداخلية من أجل تنظيم هذا النزوح ووضع حد للأعمال الجنائية والمسلحة التي يقوم بها بعض النازحين.
وكان حبشي قد زار فور وصوله الى المدينة كاتدرائية سيدة جبل لبنان هناك، ويرافقه في زيارته في محطته الرابعة هذه منسقة الولايات المتحدة في القوات اللبنانية زينة يمّين، مسؤول القطاع بسام داغر، رئيس مركز القوات اللبنانية في مدينة Riverside لوي مايكل ، ورئيسة مركز سان دييغو كاميليا شماس وأعضاء المركز.