إيران وإسرائيل… قواعد اللعبة “لم تعد واضحة”

في حين أن إيران وإسرائيل عازمتان في الوقت الحالي على العودة إلى “حرب الظل” التي ميزت صراعهما لسنوات، فإن الهجمات المباشرة التي وقعت على أراضي بعضهم البعض أخيراً زادت من مخاطر سوء التقدير.

وبعد “ضربة إسرائيلية صغيرة النطاق” بين عشية وضحاها على إيران، والتي جاءت ردا على الهجوم الإيراني بالصواريخ والمسيرات، مطلع الأسبوع الماضي، أشار القادة في طهران إلى أن “الوقت قد حان لوقف التصعيد”، وفق ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها.
ووفق الصحيفة الأميركية، فإن “الضربة الإسرائيلية المحدودة” بالقرب من مدينة أصفهان من شأنها أن توفر “مخرجا من الصراع المباشر” بين العدوتين. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع أضرار جسيمة، وقلل الجانبان من أهمية الأمر، ولم يُنظر إلى أي منهما على أنه مهتم بالذهاب إلى الحرب المباشرة.

إشارة واضحة للغاية

نقلت شبكة “سي ان ان”، الإخبارية عن مصدر استخباراتي إقليمي مطّلع على رد فعل إيران المحتمل على ضربة الجمعة، قوله إن الضربات المباشرة بين الدولتين “انتهت”.
وتحدث المصدر نفسه عن الضربة التي نسبها مسؤولون أميركيون لإسرائيل وفق ما ذكرته وسائل إعلام أميركية عدة، قائلا إنه “على حد علمه، من غير المتوقع أن ترد إيران على الضربات”، لكنه لم يذكر سببا، وفق شبكة “سي ان ان”.

وفي حديث سابق لموقع “الحرة”، لم يؤكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أو ينفي، ضلوع إسرائيل في الهجوم، واكتفى بالقول: “لا تعليق حاليا”.
من جانبها، نقلت “وول ستريت جورنال” عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير قوله إن “الضربة الإسرائيلية بالقرب من أصفهان، كانت تهدف إلى الإشارة إلى أن بإمكانها ضرب الأهداف الأكثر أهمية لإيران عندما تختار ذلك”.
وتابع المسؤول الإسرائيلي قائلا: “الهجوم المحدود للغاية داخل إيران يهدف لإظهار أنه لا يوجد شيء مؤكد وأننا متجذرون في الداخل الإيراني، حتى بجوار منشآتكم النووية”، مضيفا: “لم تكن أصفهان خطأ … إنها إشارة واضحة للغاية”.

وسابقاً، نقلت صحيفة “جوروزاليم بوست” الإسرائيلية عمن وصفته بالمصدر الحكومي والأمني أن “اسرائيل هي التي تقف خلف الهجوم”. وقال المصدر للصحيفة: “العين بالعين والسن وبالسن، إسرائيل ردت بضرب المكان الذي هاجمها”.
ونقلت الصحيفة عن مصدرين في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولهما إن “طائرات عسكرية أطلقت صواريخ بعيدة المدى على القاعدة العسكرية الإيرانية في أصفهان على عكس ما تقول إيران إن مسيرات استهدفتها”.

وعلى جانب آخر، يسعى مسؤولو الحكومة الإيرانية إلى التقليل من تأثير الهجوم، إذ لم تحدد إيران مصدر الجهة المسؤولة عنه حتى الآن.
وقال محلل إيراني للتلفزيون الرسمي، إن الطائرات المسيرة الصغيرة التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أصفهان أطلقها “متسللون من داخل إيران”.

وفي سياق متصل، قال مسؤول إيراني كبير لوكالة “رويترز”، الجمعة، إن طهران ليس لديها خطة للرد الفوري على إسرائيل، وذلك بعد ساعات من انتشار تقارير أفادت بضلوع إسرائيل في الهجوم. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: “لم نتأكد من المصدر الخارجي المسؤول عن الواقعة… لم نتعرض لأي هجوم خارجي والنقاش يميل أكثر نحو تسلل وليس هجوما”.

وقالت  الأكاديمية البارزة بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس داليا داسا كاي: “أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية العودة بشكل كامل، وهل يعرف الطرفان ما هي القواعد الجديدة للعبة؟”.
وأضافت داسا كاي، أنه “عندما تكون في تلك المنطقة الجديدة، حيث تغيرت قواعد اللعبة، هناك فترة اختبار لكل جانب”.
وقالت إن “تلك الأسابيع والأشهر يمكن أن تكون لحظة غير مستقرة للغاية”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top