روتين صباحي يستيقظ عليه نائب التيار الوطني الحر جبران باسيل، اذ يستشف البُن الخفيف الممذوج بمياه عكرة والقليل من النفس “المسموم” على شرفة مزيّفة محاطة بالكثير من الصادقين والمخادين.
يسرد جبران في ظلمة جلسته انجازات وزارة الطاقة في عهده والبواخر النفطية التي حرّكت عدّاد العجز المالي وحررت سيولة جيبه الخاص.
وفي الوقت عينه يطلّ “الصهر” مخاطباً الحاضر والغائب رامياً سهامه العشوائية بين المتن والدامور وتنورين وغيرها من المناطق لتفكيك شيفرة “الفصل من” وليس “الفصل بين” عقب خطوة “فصل” نائب رئيس مجلس النواب الياس أبو صعب من التيار الوطني الحر باعتبار ان الطائرة التي أهداه إيّاها صديقه لا تتسع الّا لـ “راكب واحد” والقادم يبشّر بنسف جماعي وطوعي.
فهل الأرقام المميزة التي سرّبت للمقربين ستبقى ثابتة أم أن الرقم المطلوب سيصبح خارج التغطية؟
“رحل الجميع وبقي جبران” لكن أين بقى، هل بقى في أروقة السمعة السيئة ودهاليز الأحقاد الدفينة؟
الجواب يسكن في تصريح النائب السابق ماريو عون حين قال لباسيل “يا بدّك تتمسّك بالحزب يا بالتيار”…
وصدق عون بوصول جبران الى مشارف طلاقه مع الحزب بعد اختياره الحضن المسيحي في بكركي طالباً العون من المسيحين وقُبيل فشله في تسوية مع الحزب لاخراج فرنجية من المعترك الرئاسي.
وفي حديث لـ عون مع “ديمقراطيا نيوز” يؤكّد أن استمرارية وجود النائب جبران باسيل على رأس التيار الوطني الحر مصيره التحلّل والهلاك ليس الّا، وأضاف “ما حدا غيرو العلّة بالتيار” منصّباً نفسه الوالي على الأمانة التي أنشأها تاريخ نضال كبير يثبت عون من خلاله أن التيار جامع لمشروع سياسي معيّن لا يفصل ولا يقاصص ولا يعاقب أحد، الا أن الأمور اليوم تتجه الى حيث يريد جبران فقط”.
وتقول مصادر معارضة للتيار الوطني الحر ان القرار الذي أُخِذ بحق الياس أبو صعب مدروس وليس الا نتيجة التراكمات المكدّسة التي بدأت مطلع الانتخابات النيابية الأخيرة، لكن المفارقة هو السلوك “الصامت” الذي اعتمده أبو صعب حيال باسيل بهدف الاحترام والحفاظ على مشاعر رئيس الجمهورية السابق ميشال عون.
وتشير المصادر الى أن الصمت سيكون سيّد الموقف بين باسيل وبو صعب في الأيام القادمة حفاظاّ على ماء الوجه ولعدم حرق الورقة الأخيرة عند الاثنين..
الخلافات الداخلية في التيار ليست “سنغل” فقد أصبح التيار عرضة للانقسام بشكل واضح والذي يحاول من خلاله النائب باسيل أن ينهي ما تبقى من عهد عون ليؤسس “مملكة باسيلية” تضمن له الرئاسة والتوسّع النيابي داخل المجلس.
فهل نحن أمام خطوة فصل أبو صعب لتجرّ المعارضين الصامتين طوعاً للخروج كما جرّت خمسة من قبله، أم انها ستأخذ الفصل على محمل الخوف رأفة بأنفسهم ليعودوا ويلتفّوا وراء ظهر باسيل مرة أخرى أسوة بما حصل ب الياس؟!..
يتشابه موقف أبو صعب بالعميد المتقاعد عصام أبو جمرة الذي كان من اكثر الحريصين على الرئيس ميشال عون حتّى أبدى بتصريح دبلوماسي لـ “ديمقراطيا نيوز” رافضاً حتى الحديث عنهم ومعرفة ما يجول داخلهم بعد أن أصبح خارج تيارهم!!..
“الهيلا هو السياسي” لم ينزلق على لسان أبو صعب أسوة بالجنرال، لكن الموس وصل الى الرقبة في تكتل “الجمهورية القوية” تحت راية “نعم” لـ عون “كلا” لـ جبران.
فهل نحن أمام عدّ عكسيّ لشرخٍ كبير قد يقسم التيار الى تيّارين أحدهم جنرالي والاخر جبراني؟.
وهل أنباء نافذة سيمون ابو رميا ومي خريش هي ال “Next”..
والأسماء الأخرى تأتي تباعًا !!..