أعرب المرشح السابق عن المقعد الأرثوذكسي في المتن هاني صليبا عن أسفه الشديد للافتراءات والمزاعم التي وجهها الوزير السابق دولة الرئيس الياس المر إبن بلدة بتغرين العريقة في إطلالته التلفزيوينة عبر تلفزيون الجديد، والتي تجاوزت الحدود السياسية المقبولة ودخلت منطق الاتهامات الزائفة والمسيئة، مؤكداً أن مبدأ الترشح للانتخابات النيابية هو حقٌّ ديمقراطيٌّ أساسيٌّ كفله الدستور لكلّ مواطنٍ مستوفي الشروط القانونية، بهدف تمثيل الأمة وبصرف النّظر عن بلدته. وعليه جاء ترشيحه مع الدكتور آرا بردكجيان عن مجموعة “نعم لبنان” للتدخل السريع ضمن خطة طوارئ، تم وضعها وفقاً لبرنامج علميّ للخروج من الأزمة ووضع حدٍّ لدوامة التزلم واعادة فرز نفس الطبقة السياسية التي ترعرعت بظل الخدمات الشخصية على حساب الدولة وشراء الذمم بالمال السياسي.
وعليه أكّد هاني صليبا، على أن ترشحّه لم يكن يوماً من باب التحدّي ولا من باب التمترس ولا حتى مبايعة فريق لضرب فريق أخر، بل بالعكس تماماً، جاء من باب الواجب الوطني ومن أخلاقيّات بيت تربى فيه على القيم الوطنيّة وانتم أدرى الناس به يا دولة الرئيس، وبهدف وضع كافة إمكانيته وخبراته العلميّة والمهنيّة في خدمة أهله في المتن عموماً وبتغرين خصوصاً. مشدّداً على أن حق التمثيل ليس من الحقوق القابلة للتفرغ لا عن طريق الارث ولا عن طريق الحقوق الحصرية للعائلات في تولّي أيّ منصبٍ سياسيٍّ، وإلا لأصبح الوطن عرضة للطغيان والتوريث السياسي القاتل لمستقبل الشابات والشباب اللبناني. فالمبادرات التي تم إطلاقها من قبل المرشح صليبا، كانت إنفاذاً للمصلحة العامة بأسلوب جديد في التعاطي في السياسة، رافضاً التلميح وتشويه الوقائع عبر الإيحاء بشنط قد تم إدخالها عبر المطار، مستغرباً إطلاق هذه الاتهامات الخطيرة والتي يجب أن يقدم السيد المر الأدلة عليها إذا كان يمتلكها كما جاء في تصريحه.
وأشار الى أنّ “هذا الترشح جاء بتحالف مع القوات اللبنانية الذين يشكلّون أكثرية فاعلة وضاغطة على الساحة المسيحيّة لتحدث خرقاً للترهلّ السياسي وتفرض واقع إيجابي ومؤثّر داخل الندوة البرلمانية. كان هدف التحالف هو تمكين مجموعة “نعم لبنان” من تحقيق خطتها السياسية الطارئة للتعافي والتي تصب في مصلحة الأمة. اما يا دولة الرئيس المر، ما يجب أن يقلق سياسياً وطنياً مثلك هو أولئك المرشحين الذين ليس لديهم برنامج سياسي، ولا مؤهلات شخصية ولا اي إنجازات في العمل أو التعليم،والذين هم مجرد بيادق لأجندات خارجية في وطننا الحبيب والمختطف، وتذكرتهم الوحيدة إلى الداخل البرلمان هي عبر أنفاق الملايين للفوز الوهمي بمقعد نيابي. حضرة الوزير السابق المر، نؤكد لك أن مرشحي “نعم لبنان” قاموا بحملة لانتخابات 2022 بهدف أن يكونوا جزءًا من إنشاء لبنان الجديد الذي اراد قلب الصفحة و التحرر من المؤسسة السياسية القديمة الفاسدة، ونؤكد لك أن هؤلاء المرشحين لن يقبلوا أبدًا ممارسة السياسة، بالطريقة التقليدية و بالرشوة للوصول إلى البرلمان حتى على حساب الخسارة . علاوة على ذلك، نؤكد لكم أنه لو كانت رشوة الناخبين والأحزاب السياسية شرطا أساسيا لمرشحينا لما ترشحنا للانتخابات أبدا، لأن كلا المرشحين يرفضان الظهور بمظهر السياسي اللبناني التقليدي.
إستطرد صليبا قائلاً: “عندما سمعنا بعودة السيد المر بعد حل الإنتربول لمؤسسته الخيرية لتلك المنظمة الدولية، اعتقدنا أن خوضه 12 عاماً داخل اروقة العدالة الدولية في موناكو قد يغير مفهومه للسياسة الديمقراطية و العادلة. ولكن لسوء الحظ، هذا ليس هو الحال. ما نراه هو طرف قديم جديد يؤجج الحديث في كل مقابلة منذ انتخابات 2022. كل ما سمعناه من السيد المر عدواني بعيد كل البعد عن الحقيقة ، كلام غير لائق ،وأسلوب حديث سياسي تقليدي نموذجي و مستحدث منقول عن نفس التصاريح التي كنا نسمعها أثناء الاحتلال السوري. ان المواطنون اللبنانيون، وخاصة الشباب، سئموا من سماع السياسيين القدامى يتحدثون عن ملفات و اتهامات لأشخاصً آخرين و هم شخصيا لا يقدمون شيئاً للبلد. فهل هذا ما ينقص لبنان الجديد يا دولة الرئيس؟”.
في الختام، دعا هاني صليبا إلى التمعن في هذه الفترة الصعبة والتأمل بتضحيات الشعوب الكلدانية والسريانية والأرمنيّة والتعلّم منهما، والمسارعة إلى انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن لخدمة الناس، آملاً تغليب لغة العقل على الانقسام والخلاف الذي لطالما ألم بلبنان.