بقلم جوان العك
أثار خبر توقيف ستة أشخاص في بيروت و جبل لبنان و الشمال بتهمة الإعتداء الجنسي على أطفال و مراهقين بلبلة اجتماعية كبيرة و خضّة على جميع صفحات التواصل الاجتماعي، خصوصًا و أنّ من بين الموقوفين ثلاث قصّر ذائعي الصيت على تطبيق “تيك توك” بحسب ما أعلنته المديرية العامة للأمن الداخلي في بيان لها، فأصبح بذلك الخبر الأبرز الذي تتناقله وسائل الإعلام المحلية.
ولمعرفة تفاصيل الجريمة كاملة منذ بدايتها وتطورات القضية وآخر المستجدات المتعلقة بها، أجرت “ديمقراطيا نيوز” حوارًا مع الصحافية المتخصّصة في الشؤون القضائية فرح منصور التي أوضحت أن “الأمر بدأ منذ حوالي الشهر ونصف عندما صارح أحد الأطفال أهله بأنه تعرّض للإغتصاب نتج عنه نزيف خارجي في حفلة حضرها مع أطفال آخرين.
أمام قسوة ما سمعوه، لجأ الأهل الى المحامي م.ز الذي استمع الى الطفل ومع جمع الأدلة و تكوين المعلومات تبيّن له أن هنالك قصّار آخرين مشاركين تتراوح أعمارهم بين ١٣ و ١٧ عامًا، فما كان من المحامي إلا أن قدّم شكوى قضائية لدى النيابة العامة أمام القاضية غادة عون التي استمعت بنفسها للإفادات و بإشارة منها باشرت الأجهزة الأمنية تحقيقاتها بالموضوع”.
وأضافت منصور أن “العصابة مؤلفة من ٣٠ شخصًا غالبيتهم ناشطين على “تيك توك” من بينهم صاحب محل معروف في برج حمود وأحد أصحاب صالونات الحلاقة، حيث كانوا يقومون بإغراء الأطفال إما عن طريق إعطاء هدايا أو مبالغ مالية لهم، تأمين وظائف، أو عبر الإستعانة بفتيات يقمن باستدراج الأولاد و جرّهم لإرسال صور جنسية و يطلبن مرافقتهم الى الشاليه ليتفاجئ الطفل منهم بوجود آخرين غيره في نفس المكان.”
وذكرت منصور الى انه من خلال المتابعة و توسّع التحقيقات، تبيّن أن هذه العصابة تابعة لشخص لبناني مقيم في دبي كان يرسل الأموال لإقامة حفلات في الشاليه واستدراج الأولاد، مما يعني ان التنسيق كان مع عصابة خارج الأراضي اللبنانية عن طريق حسابات وهمية و تمويل ضخم و هو ما أكدته الأجهزة الأمنية.”
ولفتت منصور الى أن “الخطورة تكمن في أن هذه العصابة تابعة لأُخرى خارج الأراضي اللبنانية، وهي مجموعة ناشطة في الخارج ساهمت بتمويل وتقديم كل الأساليب لتنظيم وتنفيذ هذه العملية على الأراضي اللبنانية من خلال استدراج الأطفال و تصويرهم و ابتزازهم” ، مشيرة الى أنه تم القبض على ستة أشخاص من أصل ٣٠ شخصًا عُرفت هوياتهم حتى الآن و يمكن أن يرتفع هذا العدد يوميًّا بحسب تصريح كل شخص من الموقوفين أمام القضاء. والدليل على وجود هذه العصابة سابقًا هو إغلاق أحد المحال في بيروت منذ سنتين و قد كان من بين سبعة محال كشفت الأجهزة الأمنية حينها تورطها بعمليات الإستدراج والإغتصاب.
لذا فالقضية قديمة والعصابة قامت بالعديد من الحفلات داخل شاليهات مخصّصة لاغتصاب وتخدير الأطفال، ثم انكشفت اليوم للعلن بعدما اعترف طفل واحد بما تعرّض له.”
أما بما يخص آخر المستجدات القضائية تؤكد منصور ان “القضاء بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية يعمل للقبض على كامل الشبكة الموجودة ضمن الأراضي اللبنانية والهدف الأساسي هو الوصول للمموّل الرئيسي في دبي.
كما تسعى الأجهزة الأمنية أيضًا لمعرفة عدد الأطفال الذين تم اغتصابهم. وقد تبيّن للأجهزة الأمنية أنه يتم إعطاء الأطفال شوكولا و عصير يحتويان على مخدرات مطحونة تُشعر الأطفال بالدوار و الغثيان عندها يغتصبهم أشخاص تتراوح أعمارهم بين ٣٥ و ٤٠ عامًا و ما فوق، ثم يطلبون من الضحايا التعاون معهم لاستدراج المزيد من الأطفال. فيصبح القصّر أمام خيارين: إما الموافقة على العمل مع العصابة و هذا ما حصل مع عدد كبير منهم، أو رفض الرضوخ لهم وعندها تقوم مجموعة تابعة للعصابة بضرب الأطفال و سلب هواتفهم خشية من امتلاكهم أدلة على ما حصل.”
نحن أمام عصابة كبيرة جدًا تنفذ مهماتها بشكل ممنهج و متتابع من داخل الأراضي اللبنانية و خارجها.
هي حادثة تحمل في طياتها الكثير من التطورات و الأيام المقبلة كفيلة بكشفها، لكنها تنذر على كل الأحوال بتفاقم خطر استخدام الأطفال لتطبيقات “مثل تيك توك” و غيره، و هذا ما يستدعي وعيًا و تدخلًا حازمًا من جانب الأهل لمراقبة ما يشاهده أطفالهم و ردعهم قبل فقدان السيطرة وفوات الآوان..
أبناؤكم في خطر فاحذروا!..