بعد فضح عصابة “التيكتوكرز”خبراء يدقون ناقوس الخطر: تيك توك يتسبب في أزمة بالصحة النفسية

بقلم صبحية الدريعي

“عصابة التيك توكرز” عصابة منظمة قامت بإستدراج ضحاياها من الاطفال بهدف الاعتداء عليهم جنسياً، ومن ثم ابتزازهم، واقعة هزّت المجتمع اللبناني و العربي دفعت بعض الضحايا على الاعتراف وكشف المستور . تحركت الاجهزة الامنية والقت القبض على العديد من افراد العصابة من بينهم (ج.م) صاحب صالون حلاقة للرجال و مصوّر اقتصر عمله ضمن الشبكة على تصوير الاعتداء على القاصرين، وطبيب أسنان، الى جانب صاحب محل للثياب، وصاحب مؤسسة تحويل أموال، بالإضافة إلى موظّف بلدية يعمل سائق تاكسي مهته نقل الضحايا القُصّر..كما ألقى مكتب جرائم المعلوماتية القبض مساء امس الجمعة على التيكتوكر غدير غنوي المعروفة “ب جيجي غنوي “وهي احد افراد عصابة “التيك توك” المتهمة بإغراء القاصرين وتصويرهم..إثر هذه الحادثة مخاوف عدة باتت تلاحق اللبنانين لاسيّما الأهل بعدما تحوّل “تيك توك” من تطبيق للتسلية والترفيه الى مصيدة لتنفيذ أعمال جرمية خبيثة!..تؤكد دراسات دولية أن حوالي ثلثي المراهقين حول العالم يستخدمون تطبيق “تيك توك” وهم معرضون لمخاطر متعددة، حيث يجد الفتيان والفتيات أنفسهم فريسة للتحرش الجنسي، وترويج المخدرات، والابتزاز، والتنمر ..خبير مواقع التواصل الإجتماعي عمر قصقص في حديث ل”ديمقراطيا نيور” يقول” إن “الويب المظلم” هو جزء من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه من خلال محركات البحث العادية، ويتطلب استخدام برامج وتقنيات خاصة للدخول إليه. غالبًا ما يُستخدم “الويب المظلم” لأنشطة غير قانونية، مثل بيع المخدرات والأسلحة والبيانات المسروقة وله مخاطر كثيرة فقد يتعرض مستخدمو “الويب المظلم” لعمليات اختراق وسرقة بيانات فضلاً عن مشاهدتهم لمحتوى ضار وغير قانوني مثل خطاب الكراهية والعنف.من المهم التأكيد على أن “الويب المظلم” ليس مكانًا آمنًا للأطفال، ويجب عليهم تجنّب استخدامه تمامًا”.ويضيف قصقص” من المهم التحدث مع الأطفال حول مخاطر التنمّر والتحرش الإلكتروني، وشرح كيفية التعامل مع هذه المواقف من خلال تشجيع الأهل أطفالهم على إخبارهم بأيّ مضايقات يتعرضون لها على الإنترنت والأهم من كل هذه الرقابة الأبوية ومراجعة نشاط الأطفال على الإنترنت بشكل دوري.”ويتابع قصقص ” الخطر ليس فقط محصور في تطبيق “تيك توك” بل أيضاً هناك العاب الكترونية تشكل خطراً على الاطفال والمراهقين كلعبة (roblox) فهي تسمح للأطفال بالتفاعل مع أشخاص غرباء على الإنترنت، مما قد يعرضهم لخطر الاستغلال أو التحرش و تحتوي اللعبة على محتوى عنيف وغير مناسب للأطفال، مما يؤثر على سلوكهم ودراستهم وصحتهم العامة، لذلك ننصح الآباء مراقبة نشاط أطفالهم على “روبلوكس” وغيرها من الألعاب الألكترونية وتحديد مدة اللعب والتحدث مع الأطفال حول مخاطر التفاعل مع الغرباء على الإنترنت، وتشجيع الأطفال على ممارسة أنشطة أخرى غير اللعب الإلكتروني”.. ويشير الخبراء الى أن عدم إدراك حجم تأثير “تيك توك” على المستخدمين يثير مزيداً من المخاوف وخاصة أن معظمهم من فئة الشباب إذ يستخدم كل ستة من أصل عشرة مراهقين تطبيق “تيك توك” يوميًّا وإستناداً الى دراسة أجرتها جامعة كارديف في بريطانيا عام 2020 بأن استغلال الأطفال للتربح من «تيك توك» يمثل خطراً كبيراً على صحتهم وسلامتهم النفسية والسلوكية، ويسبب لهم ضغوطاً نفسية وعقدة نقص وانعزالاً اجتماعياً وانحرافاً سلوكي..المعالجة النفسية الدكتورة زينب ذيب في حديث ل”ديمقراطيا نيوز” تشرح انعكاسات “تيك توك” على الصحة النفسية للطفل وللمراهق وتقول” أن استغلال الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة عدد المتابعين، أو للشهرة عن طريقهم، انتهاك لخصوصية الطفل «يحدّ من حريته، ويعلمه التصنّع في سلوكه وتعامله مع الآخرين، ويفقده تلقائية الأطفال في التصرف والحركة والكلام”. وتابعت “ينقسم مستخدمون “تيك توك” الى فئتين، الفئة الأولى تصوّر نفسها بمقاطع موسيقية يرقصون ويتمايلون بحركات إما ساخرة أو مثيرة ليحصدوا أكبر عدد من اللايكات بهدف الحصول على المال أو الشهرة، والفئة الثانية تتابع مقاطع فيديوات الفئة الأولى وتدعمها باللايكات وغيرها.. الانتشار السريع الذي حققه “تيك توك” وجد رواج كبير بين جمهور المراهقين والأطفال خاصةً مع اتجاه بعض الأهالي إلى ترك الهواتف للأطفال لينشغلوا بها أو لانجذابهم للفيديوهات والمقاطع الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً..وما سمي بعصابة “التيك توكر” خير دليل على ذلك نحن اليوم أمام تنبيه حقيقي لكل الأهالي بتشديد الرقابة ومتابعة ما يفعلونه أولادهم عبر مواقع التواصل الإجتماعي والأهم تفعيل التواصل بين الأهل و الأولاد.” وتضيف ديب “عادةً عندما يمرّ الطفل بصعوبات نفسية نلاحظ عليه تغيّرًا في نومه او مزاجه، يصبح أكثر عصبية ويتجنّب نشاطات كان يهوى القيام بها سابقاً. كل هذه العلامات يجب ان تكون بمثابة تنبيه للأهل للإستفسار اكثر عن ما يمرّ به الطفل او المراهق. دور الأهل الأساسي مراقبة أولادهم حين يستخدمون الهاتف لمعرفة ما الذي يتابعونه على تيكتوك وإخبارهم بالأمور التي من الممكن أن يصادفوها، بعدها يتوجب عليهم إخبار أهلهم لكي يبسّطوا لهم الأمور حسب أعمارهم، لذا من المهم جدّا أن يكون هناك تواصل إيجابي بين الأهالي وأطفالهم، لتفادي الأمور التي لا تناسب المراهقين والتي قد تؤثّر فيهم بشكل أو بآخر، وتخصيص ساعات معيّنة للأطفال لاستخدام تطبيق “تيك توك” أو ما يشابهه”.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top