شرّ البلية ما يضحك!!

كتب صائب بارودي

من المؤكد وبما لا يدع مجال للشك والإنكار أن مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يثير المخاوف والقلق لدى المرجعيات السياسية ومراكز القرار الإقليمية والدولية والباحثين والمراقبين والمتابعين للأحداث في المنطقة خاصةً وأن إيران في هذه الظروف المصيرية تعتبر مرجعية رئيسية ومحورية في القرارات والمواقف المؤثرة.
قد يتسابق الباحثون في هذا السياق إلى كشف أسباب الحادث وخلفياته وتتفتق عبقرياتهم الفكرية عن تحليلات مختلفة في هذا الشأن لإثبات إمكانياتهم التحليلية و للدلالة على صحة استنتاجاتهم.

ولكن بعيداً عن التحليلات والإستنتاجات والتصوّرات الخيالية يمكن حصر الأسباب والخلفيات رغم حساسية وخطورة الحدث في عدة إحتمالات:
١- سقوط المروحية نتيجة عوامل مناخية طبيعية خاصةً وأن المنطقة جبلية وعرة والأجواء كانت عاصفة وضبابية كما كانت تبدو في المشاهد التي كانت تعرض على الشاشات التلفزيونية.
٢- نتيجة أعطال طارئة تقنية وفنية أصابت الطائرة خاصةً وأنها قديمة الصنع منذ عام ١٩٧٠ ولم يتم صيانتها أو تحديثها منذ ذلك الحين بسبب العقوبات المفروضة على النظام الإيراني.
٣- نتيجة تعرضها لهجوم تخريبي من العدو الصهيوني أو من قوى إيرانية إنفصالية معارضة للنظام الملالي.
٤- نتيجة تصفية شخصية بين أركان النظام الإيراني خاصةً وأن الرئيس الراحل كان مرشحاً لتولي منصب المرشد الأعلى خلفاً للمرشد الحالي خامنئي وقد اقترب موعد هذا الإستحقاق.
هذه الإحتمالات قد تستغرق وقتاً طويلاً في الدراسة والتحليل لمعرفة الحقيقة وكشف المستور من الخفايا، وهذه من أولويات واهتمامات النظام الإيراني وأجهزته المتخصصة المتعددة.
ما يهم اللبنانيون مدى إنعكاس وتأثير هذا الحادث على الأوضاع السياسية اللبنانية على كافة الصعد خاصةً لجهة “حزب الله” الذي يتفرّد في اتخاذ القرارات والمواقف المتعلقة بالشأن اللبناني وأزماته المختلفة.

فهل يتجه الحزب إلى تجميد تحركاته وإتصالاته ومواقفه بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في إيران فيما لو طرأ أي تعديل على النهج السياسي المعتمد وتوجهاته في المنطقة؟ وهو ما سيحدد :
ميول الرئيس الإيراني الجديد إن كان من المحافظين المتشددين أم الإصلاحيين المعتدلين.

وإذا كان “حزب الله” اعتمد مبدأ التجميد والإنتظار فهل سيطول خمسين يوماً لحين إنتخاب الرئيس الإيراني وفق الموعد الدستوري واكتمال السلطات الدستورية في إيران؟، ليبقى الوضع الأمني في الجنوب وأزمة الرئاسة في لبنان رهينة لديه حتى إشعار آخر، وبالتالي تتوقف كل الإتصالات واللقاءات والمساعي الدولية والدبلوماسية واللجنة الخماسية لحين إتمام كل الإستحقاقات المتتالية : الانتخابات الأوروبية والانتخابات الأميركية إضافة إلى الإجازات الدبلوماسية الصيفية مع تجاوز أي استحقاق طارىء كما حدث لسقوط طائرة الرئيس الإيراني ليضيع لبنان في مهب رياح العوامل الدولية والإقليمية أمام خزي تقاعس المؤسسات الدستورية والقوى السياسية اللبنانية عن انتخاب رئيسهم العتيد.!! ..
وشرّ البلية ما يضحك من مزاعم وادعاءات وطنية؟!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top