بقلم روعة الرفاعي
لم يعد بغافل على أحد حجم الحملات المغرضة والشائعات التي تطال مرفأ طرابلس والتي لم تكن سائدة قبل إنفجار مرفأ بيروت لأسباب طبعاً تتعلق بأهميته وبقائه في الصدارة.
وما من عاقل يرفض ذلك، لكن أن تُحارب مدينة بكل مرافقها ومقوّماتها الحياتية للإبقاء عليها كأفقر مدينة على حوض البحر المتوسط فهذا ما لا يمكن السكوت عنه، وإن سكت كل السياسيين ف”لغاية في نفس يعقوب”..
لكن بالطبع لا يجوز أن تغضّ فعاليات طرابلس وأبنائها النظر عن الحرب الضروس التي تُحاك ضد مرفأ مدينتهم والذي يٌعدّ من أهم موانئ الحوض الشرقي للبحر المتوسط نظراً لموقعه الإستراتيجي..
اليوم يبدو أنّ الهدف إنهاء دوره ليغدو ربما كمنشآت النفط المقفلة لأجل غير مُسمى، أو كما “معرض رشيد كرامي الدولي”، والذي وإن وضع على لائحة “التراث العالمي” فهذا لا يعني استعادة عجلته الإقتصادية الإجتماعية والثقافية، أو كما مطار “رينيه معوض” الذي بالرغم من الحاجة الماسة لخدماته، ورغم تجهيزه يبقى كما “البيت الوقف ” لا إنطلاقة في المدى المنظور، ولا إلغاء على مرّ الشهور ، وكلما أراد سياسي أو مرشح تحريك شعبويته أتى على ذكر مطار معوض!!..
فبعد الحديث عن تهريب مسدسات عبر مرفأ طرابلس وذهاب البعض إلى تجديد إتهامهم للمدينة بالإرهاب وبأنها فوق القانون، تتناقل بعض الوسائل الإعلامية خبراُ عن عمليات تهريب عبر مرفأ طرابلس لمواد غذائية مُعفاة من الرسوم الجمركية ليتم بيعها بأسعار زهيدة في الأسواق اللبنانية ..
مصدر مطلع في مرفأ طرابلس يؤكد ل”ديمقراطيا نيوز” ” أن هناك نيّات بإستهداف المرفأ خاصة وأنه إستقبل منذ يومين ٧٠٠ حاوية حمولتها تعدّ من أكبر الأحجام التي يتم إستيرادها ، أما فيما يتعلق بمواد مهربة عبر المرفأ فكلام لا أساس له من الصحة وإن كان هناك أي دليل على ذلك فليثبتوه وربما تكون هذه المعلومات ناجمة عن عملية مضاربة ومنافسة بين التجار ضمن المناطق”.
ويتابع المصدر:” كل شيء يسير بشكل جيد في مرفأ طرابلس والذي يشكّل الشريان الحيوي للمدينة، لذا هناك حملة ممنهجة ضده خاصة وإنه يشغل آلاف العمال وطرابلس تتمتع بتجارة مهمة مع سوريا والعراق والأردن ، وما يجري اليوم مرفوض رفضاً قاطعاً كونه يساهم في إلحاق الضرر بالمدينة والتي لم تعد تحتمل المزيد من الضغوطات فهذا هو متنفسها الوحيد!..
ويقول المصدر: “نشعر بأنّ هناك من يريد تدمير كل مقوّمات طرابلس لتبقى على فقرها حيث لا يسمح لها بالنهوض
ونحن نعلم بأنّ هناك من يريد إفراغ المر.زتهفأ من العمال ليتم إستغلالهم في مواضيع إرهابية”.
ويختم المصدر:” الجمارك ومختبرات الجيش والقوى الأمنية متواجدة في المرفأ وهناك تنسيق دائم مع إدارته بما يساهم في تفعيل الرقابة وعمليات التفتيش تتم بشكل منظم للكشف عما يدخل عبر المرفأ”.
هذه هي حقيقة الأخبار المتداولة والتي تتنافى مع الواقع الحقيقي للمرفأ والذي بالفعل يتمتع برقابة مشددة وحماية كبيرة..
لكن حسبما يبدو سيبقى على لائحة الإستهداف لتحقيق غايات سياسية تضر ليس بالمرفأ فحسب وإنما طرابلس ككل في حاضرها ومستقبلها.
