طرابلس أزمات لا تنتهي بل تتفاعل في زمن الإنهيار!..

بقلم روعة الرفاعي

أولى الخصائص التي ينبغي أن يبرع بها كل من يريد تبوء مركز أو سلطة في مدينة طرابلس هي كيفية البحث عن “الشمّاعة” التي سيلقي عليها ربما فشله أو تعمّده إهمال واجباته والتخلّي عن مسؤولياته، والأمر يبدو واضحًا كما ” نور الشمس” كلّما تجولت في شوارع المدينة ولمست الإهمال المستشري في الوسطيات المملوءة بالأوساخ والساحات والطرقات التي تضج بأزمات السيارات في ظل الغياب الكليّ للشرطة البلدية وإن علت الصرخة اليوم فبالتأكيد لدى المسؤول وأي رئيس للبلدية ( نظراً لترؤسها من أكثر من شخص خلال فترة وجيزة) يختلفون خلال توليهم السلطة ويتفقون في سياسية الإهمال بحجة الإنهيار الإقتصادي الحاصل وعدم قدرة شرطي البلدية على القيام بواجباته كونه مرتبط بأعمال أخرى تساعده في تأمين لقمة عيشه مما يجعل ولاؤه لمن يدفع رواتب أعلى من تلك التي يتقاضاها عن مهماته كشرطيّ بلدي!…

كلام معسول يطلقه المسؤول الذي تناسى أنّ إهمال طرابلس يمتد على عشرات السنين وليس هو وليد الأزمة الحالية بالرغم من أننا نشهد وجود للشرطة البلدية في مناطق كثيرة من لبنان مما يطرح السؤال حول هل هناك تفاوت في الرواتب بين منطقة وأخرى أم أنّ الفرق يكمن فقط في ” حس المواطنة” والرغبة الحقيقية في الحفاظ على جمالية المنطقة والمدينة ؟!..

وأمام ذلك لا نحظى إلا بالمؤتمرات الصحافية والتي يطلقها المسؤول ليؤكد حرصه على متابعة كل القضايا وإيجاد الحلول لها وتطلق الوعود وتكون كلمات “سوف نعمل وسوف نسعى لإزالة المخالفات وسوف نقوم بتنظيف الشوارع”هي العنوان البارز لكن دون نتائج!!..

الكلاب الشاردة

بالأمس أصدر محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا قراراً طلب فيه من القائمقامين وقيادة منطقة الشمال الإقليمية وبلديات قضاء طرابلس معالجة موضوع الكلاب الشاردة وهذا ليس القرار الأول من نوعه وبالطبع لن يكون الأخير طالما أنه ما من مكان يأوي الكلاب الشاردة وممنوع إطلاق النار عليها فكيف يمكن التخلُّص منها؟؟؟.. يومياً هناك إصابات في صفوف المواطنين من قبل هذه الكلاب والتي تنتشر بكثرة في شوارع المدينة!!..

أبقار في الشوارع

هذا فيما خصّ الكلاب، أما الأبقار التي تصول وتجول في شوارع أبي سمراء فتبقى الأهم، فبإمكانها قطع الطريق على المارة والسيارات ولا حسيب أو رقيب ومعالجة الأمر إن أرادت البلدية لا يتطلب سوى القرار الصارم ولا علاقة للإنهيار الإقتصادي لكن ربما للمحسوبيات الدور الأهم!!..

وضع أمني يمسك بحرية المواطن

كل هذا يبدو مقبولاً أمام الوضع الأمني السائب والذي يقول عنه وزير الداخلية بسام مولوي بأنّه ممسوك والحقيقة أنّ حرية المواطن هي الممسوكة والمحجوزة وبحسب آراء مواطنين ل ” ديمقراطيا نيوز” يعيشون في محيط منطقة التل ومتفرعاته فإنه من المستحيل عليهم الخروج من منازلهم بعد الساعة الثامنة مساءًا بسبب الفوضى الأمنية وإنتشار “الزعران” الذين يتحكمون بأمن الشارع وهم يتساءلون عن دور القوى الأمنية الغائبة كلياً وبسبب ذلك يسقط الكثير من الأبرياء بشكل يومي .

الدكتور حمزة

أما في المجال البيئي والذي تقام لأجله الندوات والمحاضرات فيقول الخبير في التلوث الجرثومي للمياه والغذاء الدكتور منذر حمزة ل” ديمقراطيا نيوز” “طرابلس متروكة ،الإهمال يدب في كل ناحية من نواحيها، ولا ننسى مكبّ النفايات الذي يلوث المياه الجوفية ويتسرب إلى البحر ملوثات كيميائيه مضرة، ومن ثم تتخزن في لحوم الأسماك وبالتالي فان استهلاك سمك ملوث بالمعادن الثقيله مثلا مضر بالصحة!..
وطبعاً لا ننسى نهر أبو علي الذي أضحى شبه مجرور حيث ينقل ملوثات محيط مدينه طرابلس بكل المناطق التي يعبر فيها لحين وصوله للمصب ،هو كارثة بيئية بكل المعايير، وهنا نتوجه بالشكر لوزير البيئة الذي يقوم بدور كبير في مجال حماية البيئة في المدينة”.

طرابلس منهارة قبل الإنهيار

الوضع الإقتصادي المنهار يرخي بثقله على المواطن في كل المناطق وفي طرابلس بالطبع، لكن تهرُّب المسؤول من مسؤولياته تجاه منطقته لا نراه بشكل فاضح إلاّ في طرابلس وربما هو بات مشرّعاً في زمن الإنهيار بحيث لم يعد للشكوى أي ردة فعل بالعكس المواطن يحاسب ويتم جلده على شكواه بإعتبار أنّه تناسى الظروف التي يمر بها البلد ويظهر بمظهر ” الجاحد المسؤول المتجني”!..
ومن هنا إحرص أيها المواطن على إلتزام الصمت وإتباع مقولة “الشكوى لغير الله مذلّة”!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top