ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، أشار فيها إلى أن المنطقة كلّها على فوّهة بركان، ووضعها غامض للغاية، ولا يمكن للمقاومة إلا أن تكون في قلب هذه الحرب، لأنها حرب المنطقة وميزانها، وما يجري هو حتماً يطال المصالح اللبنانية في الصميم، والاستهتار السياسي بما يجري من حولنا معيب، والمواقف الطفولية هنا لا تفيد، والبلد ومصالحُه الوطنية تحتاج أبطالاً سياديين وقدرات وطنية تماماً كتلك التي نراها على الجبهة الجنوبية والتي أغرقت الشمال المحتل بالرعب والنار، والوقت وقت حرب ونزال لا وقت مواقف كوميدية وهزل”.
ولفت الى أن “السيادة تبدأ من الأرض والحرب وقتال الحدود السيادية لا من الخنادق الطائفية والعراضات السياسية، وغزة بأرضها ومقاومتها وثبات أهلها مقبرة للغزاة والصهاينة، وللقريب والبعيد في هذا البلد عليه أن يعرف أن ردع المقاومة فوق التصوّر، وما تمتلكه المقاومة صادم بكل التوقعات، وما تقوم به المقاومة ورغم أنه صدم الجيش الإسرائيلي وقيادته الصهيونية، إلا أن المقاومة حتى هذه اللحظة ما زالت تعتمد الجيل القديم من السلاح بمختلف أنواعه وتحتفظ بالمفاجآت الكاسرة للحظة التاريخ، وأيّ قرار بتوسيع الحرب سيواجه بوابل مدمّر ودقيق لم تره إسرائيل بتاريخها، والسلوك الإجرامي لها ينتظر لحظة عقاب تاريخية”.
وأكد أن “السيادة تعني انتفاضة سياسية وتسوية رئاسية تليق بأعظم ملحمة سيادية على الجبهة الجنوبية، ما نؤكده اليوم أن الثنائي الوطني ملتزم المصلحة الوطنية وغير معني بأيّ ابتزاز سياسي، والتعويل على تعب الثنائي الوطني منطق فارغ، والحلّ بحوار رئاسي في مجلس النواب، لأن لا تمثيل وطني أكبر من مجلس النواب”.
وطالب الحكومة بفعل أكبر “لأن وضع البلد يغلي والحكومة تمتلك الأدوات الإطفائية التي يجب توظيفها بمواقعها الصحيحة، لأنه لا يمكن السكوت عن الكوارث والفلتان والفوضى والجرائم المتجوّلة، كما أن الفساد الإداري أشهر من نار على علم، وكذلك التعطيل الإداري الذي كاد يبتلع البلد، ولا يمكن أن يستمر البلد بلا قطاع عام قادر ومنتج وتحت الرقابة وبعيد عن الفساد المنتشر بين المكاتب وخلف الجدران، ويجب أن ننتهي من انتهازية المستشفيات والأطباء والصيدليات واحتكار الأسواق والتخلّي عن المواطن وإغلاق باب الخدمات الحكومية، ولا بدّ من أرضية جديدة للحماية والاستثمار بالأسواق والمهن والكتل النقدية والمالية، والوزارات المختصة والأجهزة الأمنية مطالبة بتواجدها الدائم على الأرض وبين الناس وليس وراء المكاتب، وترك البلد للفساد والنفوذ والمافيات فإنه من صلب الخيانة الوطنية، كما أن أمن الطرق مهدد بترسانة العصابات وتجار المخدرات ويجب الخلاص من هذه الوضعية التي تهدد أمن البلد برمّته، وحذارِ من العصابات التي تعمل على تزوير كل شيء، بخاصة المستندات الرسمية (وهنغار شاتيلا مثال فظيع على ما أقوله)، والأمن من السياسة والأمن السياسي أولوية، ولا أمن سياسي بلا تسوية رئاسية، ولا تسوية رئاسية بلا شراكة ميثاقية، ولن نقبل ببديل عن مصالح لبنان والعائلة اللبنانية”.