بقلم ديانا خدّاج
مع بداية الابادة الاسرائيلية في غزة والمساندة في الجنوب اللبناني من قبل “حزب الله”، والتهويل بتوسّع الحرب في لبنان مستمر، فالحرب النفسية بدأت وتوسّعت قبل الحرب الحقيقية.
اما اليوم فتقول التقارير إن إسرائيل تعتزم غزو جنوب لبنان في شهر آب هذا العام من أجل الاستيلاء على جميع الأراضي حتى نهر الليطاني ووقف هجمات “حزب الله” الصاروخية على شمال البلاد!..
وتشير المعلومات إلى أن العدد الإجمالي للجنود المقاتلين يساوي ١٨ ألفًا تقريبًا، أي حوالي ضعف العدد الذي دخل لبنان في حرب تموز ٢٠٠٦.
يبدو ان الحديث هذه المرة جدي حتى ولو تمنّينا العكس،
“فنحن امام مشهدية معركة كاملة والوضع سيكون متفجّر” هكذا عبّر المدير التنفيذي لشركة “ستاتيستكس ليبانون”، ربيع الهبر عن توقّعاته في حديث لـ “ديمقراطيا نيوز”، وقال: ” الخطر كبير والتهديدات تتصاعد من قبل الطرفين”.
يعتبر الهبر ان ما غيّر ظروف اليوم هو عدم استكمال الجهود الديبلوماسية، ورفض لبنان تطبيق القرار ١٧٠١، ما يعارض مطالب اسرائيل والغرب.
ويضيف: “حزب الله مستعد كما اسرائيل، اما الخطر فيقع على منشآت الدولة والبنى التحتية التي ستطالها الحرب ان حصلت، فلبنان لن يصمد و “بشهر منموت من الجوع” بالاضافة الى انقطاع الكهرباء والمستلزمات الطبية وغيرها.”
بالنسبة لإسرائيل، يعتبر الهبر انها تسعى لفتح جبهة حامية في لبنان وتبريد جبهة غزة التي فشلت، بحيث انها غير قادرة على الاستمرار، وهنا سيكون المسعى الاساسي لها، بحيث الحرب ستكون دامية.
ويضيف قائلا “إن استدعاء العدو لـ ٣٥٠ الف عسكري احتياط، ما ادى الى شلل اقتصادي داخل اسرائيل، وتعطيل القوى العاملة الشابة (بين 21 و45 سنة)، يشير الى حتمية بدء معركة كاملة في لبنان.
من جهته الاعلامي فيصل عبد الساتر يعتبر ان العدو الاسرائيلي يخشى هذه الجبهة، والتصعيد في تصريحاته يعكس الازمة التي يعيشها هذا الكيان بين السياسيين والعسكريين على حد سواء، فهو غير قادر على شن حرب واسعة على لبنان بدليل عدم قدرته على التعامل مع الكثير من العمليات النوعية التي يقوم بها “حزب الله” مثل المسيّرات التي نالت منه”.
ويضيف عبد الساتر: “حزب الله اتخذ قرار الوقوف مع الشعب الفلسطيني ولن يتراجع، فهو لم يختار خوض الحرب انما القضية الفلسطينية التي يعتبرها جزءًا من امن لبنان القومي فرضت عليه هذا الواقع”.
“العدو الاسرائيلي فقد أمنه في كل الشمال ولم يعد يتغنى بالقوة التي لطالما كانت لديه، غير انه يواجه مخاطر حقيقة من اندلاع مواجهة كبيرة في الضفة الغربية، في وقت تعاظُم قوى “حزب الله” وامتلاكه القدرات والجهوزية التامة لأي نزاع” يقول عبد الساتر، ويعتبر من جهة اخرى، ان العدو يلعب على التناقضات الداخلية اللبنانية ويوجه رسائل بالغة التخويف والتهويل، برفع التهديدات الى سقوف عالية، ما ولّد الخوف لدى البعض في لبنان خاصة في ظل الوضع السيئ
.
اما الحقيقة برأي عبد الساتر، هي ان المساعي الدولية فشلت بإيقاف “حزب الله” من مساندة الشعب الفلسطيني في هذه المعركة التي يخوضها دفاعًا عن ارضه، وبالتالي من الصعب التنبؤ بالمرحلة التي وصلنا اليها لان الامور مازالت قيد التداول.
وختم قائلًا: “ما يمكن ان يلحق بلبنان من تدمير وتهجير وغيره قد جرّبه اللبنانيون ويعرفونه، انما بيقى السؤال ان كان العدو الاسرائيلي سيصمد في حال توسع هذه الحرب، امام قدرات “حزب الله” التدميرية التي يمكن ان تلجمه وتدمّره في ساعات قليلة”.