بقلم روعة الرفاعي
هل نعود إلى زمن الإغتيالات كلّما إرتفعت حدة التهديدات والإقبال على حرب شاملة في لبنان؟؟..
وهل إنّ حرية التعبير باتت في خطر يستوجب ” كم الأفواه” والتمسك بدعاء”يا ربي الستر”؟؟
بأجواء الفوضى التي نعيشها واللادولة واللاأمن واللاإستقلالية، قد يكون لإعادة الحساب الدور الكبير في إبداء الرأي وهذا بالفعل بتنا نجده على مستويات مختلفة وضمن مجتمعات متعددة ، وما يقال في السر لا يظهر للعلن، لكن النقطة المشتركة بين قسم كبير من الشعب اللبناني إن لم نقل الغالبية الساحقة أنّ ” الكل مستاء” ليس فقط من الإنهيار الحاصل وإنّما من “الخنقة” والتي لم يعتد المواطن اللبناني عليها، كونه وفي أحلك الظروف وأقساها يقول رأيه بحرية، يعبّر عمّا يرضيه وينتقد ما يرفضه أو يؤذيه في الصميم فكيف الحال اليوم مع الكم الهائل من الأذى المادي والمعنوي والذي يتخبّط به الشعب برمته؟؟..
وإذا ، إختار السكوت لحكمة ينتهجها وتدفعه للصمت خوفاً على حياته فهل يجوز أن يصمت حامل ” الأمانة” والذي إختار الإعلام كمهنة للعيش ورسالة في خضم الحفاظ على لبنان بلد الحريات قبل أي شيء؟!..
بالأمس تعرّض الزميلين رامي نعيم ويوسف دياب لحملات شرسة ( التعدي بالضرب على نعيم) لمجاهرتهم برفضهم للتبعية التي تجر لبنان ويلات لا تحمد عقباها، وبالطبع هذه الحملات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما أن القضاء والقوى الأمنية لا تقوم بدورها في القاء القبض على المعتدين أو هي غير قادرة على ذلك !!..
نعيم
ماذا يقول ناشر موقع ” السياسة” الزميل رامي نعيم لموقع ” ديمقراطيا نيوز” :” ما تعرضت له من إعتداء طال الجسم الإعلامي برمته، أو حتى كل إنسان شريف في هذا البلد ، لا يجوز عند إعطاء الرأي أن يتعرض الإنسان للعنف بل الرد يكون بالكلام، لأن رد العنف يستتبع نفس الطريقة من جهة أخرى، مما يحوّل لبنان لشريعة غاب.
لو كنّا جميعنا بنفس الرأي لأصبحنا كوريا الشمالية وليس لبنان الذي يتميز ليس كما هو معروف بمناخه وإنما بحرية الرأي ، لذا إحترام الرأي مطلوب وبشدة، فلنتخيل أنّ كل السياسيين والمحللين والصحافيين التابعين لحلف “8 آذار” يتعرضون للعنف أو المواجهة من أي نوع كانت وهم يدلون بآرائهم عبر وسائل الإعلام المرئية الموجودة خارج مناطقهم؟..
الأمر لم يحدث بتاتاً ولن يحدث كون الثقافات مختلفة وهناك من يقدّس حرية الرأي ، ما تعرضت له كبير وللأسف حتى الساعة القضاء والقوى الأمنية لم تلقِ القبض على أحد بالرغم من وجوههم المكشوفة، لأن بالطبع لديهم الحماية المطلوبة، مما يؤكد تبعيتهم ل”حزب الله” وإلا لكانوا داخل السجن”.
وتابع الزميل نعيم” نناشد القوى الأمنية والجيش والقضاء التحرك في سبيل إلقاء القبض على المعنيين بالإعتداء منعاً لتكرار الحادثة وأيضاً للحؤول دون التسيّب والفوضى، لأن هناك من يتربص بأخذ الحق فيما لو لم يأخذ القضاء مجراه ويتم التعامل بطريقة مختلفة وهذا ما لا نريده”.
ورداً على سؤال قال ” لن يؤثر الترهيب والتهديد على حرية رأينا في النهاية إتخذنا القرار تجاه الخطورة التي تتهدد بلدنا، لدي القدرة للعيش مع عائلتي خارج لبنان، لكن لا أريد ذلك لأن من صمد من أهلي وأجدادي ومات منهم في سبيل لبنان لم ينجبوننا لنهرب ، النضال بالنسبة لنا قضية سنكملها، ونتمنى أن لا نموت لأننا نحب ثقافة الحياة وإخواننا في الطائفة الشيعية أيضاً يحبون الحياة،
والدليل على ذلك، حفل عمرو دياب في بيروت حيث تواجدوا بكثافة!..
هم بالفعل لا يريدون الحرب، الشعب اللبناني يعشق الحياة، والفكر الفارسي أتى بشكل طارئ على البلد، وضرب مفهوم “الشيعة” في لبنان “الحلو” الذي نعيش فيه.
ولذا نقول نريد نهج ” موسى الصدر” في لبنان، وليس نهج “الخامنئي” !..
دياب
الصحافي يوسف دياب قال ” الحملة التي أتعرض لها اليوم ليست الأولى من نوعها ويمكن القول إنني إعتدت على مثل هذا النوع من الهجوم، منذ بدأت معارضة “حزب الله” سواء في السياسة الداخلية أو في حروبه خارج لبنان ، لكن الحملة الأخيرة خرجت عن حدودها ووصلت إلى حد التحريض على التصفية الجسدية، فحينما ينعتونني ب”الصهيونية” ويتهمونني ب”العمالة” توجب التخلص مني، وبأنّ مكاني بات تحت الأرض وليس فوقها، معنى ذلك أن التعديات على الحريات كبيرة ولم تعد تقتصر على معارضة وجهة النظر بل تهدف إلى السير وفق نهجهم وإلا أصبحنا أعداءهم”.
وتابع دياب ” لا شك أننا نمر بمرحلة صعبة جداً خاصة الإعلام المعارض ل”حزب الله” وخياراته الداخلية والخارجية تحديدًا في موضوع فتح جبهة الجنوب وتعريض لبنان لخطر الدخول في أتون الحرب مع إسرائيل. طبعاً هي مرحلة مواجهة وكإعلاميين بقدر ما إننا نقوم بمهمتنا ضمن وظيفة نعتاش منها ، بقدر ما هي رسالة لن نتخلى عنها بسبب بعض التهديدات. المواجهة ضرورية والمخاطر تحدق بنا من كل صوب، لكن سنتحمّل، لأننا نؤمن ببلدنا، ولن نسلّم خياراته لفريق يسعى لجرّه إلى أماكن مرفوضة.
في كل الأحوال لست حالة فريدة وما تعرضت له يتعرض له الكثير من الزملاء وعلينا الإستمرار بهدف تصحيح المسار وبإذن الله نصل إلى بر الأمان فالمرحلة ستنتهي والحرب أيضاً وعلى الشعب اللبناني تحديد خياراته ، لا نطالب بإلغاء “حزب الله” ولا غيره من المكوّنات اللبنانية، لكن عليه الإعتراف بالآخرين والتعامل معهم على قدم المساواة إلا اذا كان يعتبر أن هناك مواطن درجة أولى ومواطن درجة عاشرة، ما لم يكن في صفه يصبح عدوه ويجب أخذه للمقصلة. طبعاً المرحلة خطيرة وعلينا الصبر والمراجعة لنكون جزء مهم في خلاص بلدنا، وليس تسليمه لخيارات لا تشبهنا”.
