زيارة امين سر الفاتيكان: دور في حلحلة العِقد .. أو ليس امامنا الّا “الصلاة”موسى: للفاتيكان نظرة خاصة لبلدنا ويسعى جهده لمساعدة لبنان الزغبي: الطائفة الشيعية انعزلت عن سائر الطوائف الاسلامية الاخرى

بقلم ديانا خدّاج

‏كما يبدو أن قبل زيارة أمين سر الفاتيكان، بيترو بارولين للبنان التي جاءت تلبية لدعوة “فرسان مالطا”، كما بعده، فلقاءاته اقتصرت على تمنيات ودعوات من اجل انتخاب الرئيس المنتظر، متمثلا ذلك بقوله إن المهمة ليست مهمته بل مهمة السياسيين و “نعم هناك أبعاد داخلية للأزمة وكذلك أبعاد خارجية لكن الحل يبدأ من هنا وفي لبنان”.

لا يختلف اثنان على اهتمام الفاتيكان بلبنان والقضايا المعلّقة، فقلق البابا فرنسيس على هوية لبنان والاطالة في عرقلة الانتخابات الرئاسية، واحتمالية توسّع الحرب التي تأخذ منحىً تصاعدياً في محلّه.

الامر الجيّد كان في توزيع مسؤولية انتخاب الرئيس على الافرقاء كافة، فباعتباره ان المشكلة هي من مسؤولية الجميع وليس المسيحيين وحدهم، قد وضع الكرة في ملعب الاطراف الاخرين وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب، نبيه برّي.

في السياق اعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى، ان الرئيس نبيه بري يبذل جهده منذ البداية لتقريب المسافات ووجهات النظر بين الكتل السياسية، كون التباعد الحاصل لا يخدم القضية، فالموضوع برأيه يتوقف على كل الكتل الذين من مسؤوليتهم تأمين نصاب الحضور والانتخاب، “فالحوار الذي دعى اليه الرئيس بري كان سيختصر الطريق ويسرّع الخطوات” يضيف موسى.

“للفاتيكان نظرة خاصة لبلدنا ويسعى جهده لمساعدة لبنان”

يقول موسى إن زيارة الكادينال بارولين طبيعية، خاصة في ظل اهتمام
الفاتيكان في لبنان ونظرته الخاصة له، انما التغيير الذي قد تحمله هذه الزيارة غير مُحدد بالرغم من اتصالات الفاتيكان مع دول عدة من اجل الموضوع اللبناني.

ويعتبر موسى ان دعوة بارولين جميع اللبنانيين للتفاهم وحثّهم على ضرورة التوحّد هي الاساس، وبالتالي على الجميع تحمّل مسؤولية الوضع القائم، وعدم رمي الكرة في ملعب الاطراف الاخرى.

وختم مسلّطًا الضوء على اهتمام الدول في لبنان، ومؤكدًا على ضرورة مساعدة اللبنانيين لأنفسهم من خلال التفاهم للإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية.

من جهته الكاتب والمحلل السياسي، الياس الزغبي اعتبر ان مهمة بارولين
لم تحمل رسالة محددة أو خطة عمل بل اكتفى بإطلاق تمنيات ثابتة لدى الفاتيكان بأن يكون لبنان دولة مستقرة وأن تعيد هذه الدولة إنتاج مؤسساتها بدءا من رئاسة الجمهورية، غير ان زيارته تخللتها محاولة تشويش من قبل “حزب الله” عبر وسائله السياسية والإعلامية وكذلك الدينية، وفي خلفية هذه الحملة التي شنّها “الحزب” على بكركي محاولة توليد خلاف افتراضي ما بين الحاضرة الرسولية والصرح البطريركي وتحديدًا بين كبار المسؤولين في الفاتيكان والبطريرك الراعي.

يرى الزغبي ان هذه المحاولة باءت بالفشل، والمقاطعة التي نفذتها الطائفة الشيعية بإيعاز مباشر من “حزب الله”، للقاء المسيحي الإسلامي في بكركي ارتدت سلبا على الطائفة نفسها، بالرغم من امتعاض بعض فعالياتها من هذه الحملة وتوقيتها ومن بينهم الرئيس نبيه بري، من دون الافصاح عن الامر،
فقد ظهرت هذه الطائفة وكأنها منعزلة عن سائر الطوائف الاخرى التي تمثلت بأعلى مستوياتها الدينية.

‏ويضيف “مهمة الموفد البابوي كانت واضحة لناحية تحميل مجلس النواب المسؤولية الاولى وهذا ما اعلنه حين قال إن الحل يبدأ من هنا (مجلس النواب) بإشارة واضحة لتحميل الرئيس بري مسؤولية الانتخابات الرئاسية”.

الدبلوماسية الفاتيكانية لم تتطرّق لتفاصيل اجراء الانتخابات، سواء تمّت بطاولة حوار كما يريد الرئيس بري و”حزب الله”، أو تشاور أو غيره، انما يكفي ان تتم حسب الدستور ووفقا له.

اما العامل الايجابي الذي نتج من لقاء بكركي والمقاطعة وجولة بارولين بحسب الزغبي، هو كشف حقيقة الازمة اللبنانية التي لا تقتصر على الانتخابات الرئاسية، بل انها أزمة عيش مشترك وتوافق لبناني واسع على مستقبل لبنان، وطبيعة الدولة طالما أن هناك دويلة مسيطر تجرنا إلى الحروب.

وختم الزغبي “نحن بحاجة الى علاج وطني داخلي، عربي ودولي، اضافة الى تطبيق القرارات الدولية وتحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة، كذلك نحن بحاجة الى استرجاع سيادة الدولة اللبنانية.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top