من انت يا بهاء؟

العقرب- ديمقراطيا نيوز

لعلّ البعض يعتبر ان قضية “السمك” و”الطاووق” التي أثارتها مداخلة الاعلامية سوسن السيّد في الغذاء الذي أقامه بهاء الحريري على شرف بعض الشخصيات الطرابلسية والشمالية (مابين ٢٠ الى ٣٠ شخصًا) في مقر اقامته “السياحي”، أخذ من الحيّز و الإهتمام بشكل مبالغ فيه -خصوصًا- لجهة نشر الفيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

فما جرى لا يعدو كونه حادثة طريفة حصلت في لحظتها، وأصلًا الاعلامية السيّد أو “سيدة الأعمال” كما عرّفت عن نفسها أكدت بأن ما ستقوله هدفه الإضحاك لا أكثر ولا أقل!!..

للوهلة الأولى، يمكن الإعتقاد ان ما حدث عقب هذا اليوم أمر مبالغ فيه ولا يستحق كل هذا الإهتمام والمتابعة.. لكن في حقيقة الأمر لو نظرنا الى ما جرى من زاوية أخرى لاكتشفنا العكس تماما!..

المعني المباشر بهذه القضية بهاء الحريري، “ذنبه” انه نجل رفيق الحريري وهي من المفترض ان تكون “نعمة ورضى” لمن يقدّرها حقًا ويفقه معناها!!..
رفيق الحريري سيّد الكرم والعطاء، الذي كان يتمنى من عقيلته السيدة نازك الحريري ان تشرف بنفسها على دعوات الغذاء والعشاء والافطارات والسحور احترامًا لضيوفه من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال، وتكريمًا لهم لا وبل وشكرهم على تلبية دعوته، وهي بنظرهم “حلم” او “حدث” يستقبلونه كل عام وينتظرونه بفارغ الصبر!..
وانا أجزم ان ما من رجل او سيدة فيك يا لبنان الا وجلس حول “سفرة” رفيق الحريري، وشهد على كرمه ولطفه وتواضعه، وأيقن بأن ما وضع من طعام أمامه ط، لا يختلف عمّا هو متوفر على طاولة “دولة الرئيس”..

وتكرّر الأمر مع نجله الأصغر سعد الحريري في الدعوات والإستقبالات.. فضلًا على ذلك، أذكر تمامًا في العام ٢٠٠٦ ابان العدوان الإسرائيلي على لبنان، حين لجأ الينا أهلنا في الجنوب والبقاع فأعطى توجيهاته لاستقبالهم بأفضل طريقة وأحسنها، وتلبية كل متطلباتهم واحتياجاتهم بشكل فوري ودون تردد.
ولا أنسى حين طلب بشكل حاسم وحازم ان نوفر لهم وجبات الطعام (فطور وغذاء وعشاء) من أهم وأرقى المطاعم الطرابلسية.
عاد وتكرّر الأمر في العام ٢٠٠٨ مع اخواننا الفلسطينيين جرّاء اندلاع مواجهات “فتح الإسلام” في “مخيّم نهر البارد..

سعد الحريري الذي حين دعاني الى الغذاء في “بيت الوسط” بشكل شخصيّ، كان يشرف بنفسه مع “طبّاخه الخاص” على الأكل الذي يتم تقديمه، ونتناقش في نوعية الطعام الذي يستهويني ويستهويه من “الباستا” وصولًا الى”المجدرة” وما بينهما من الأطباق..

السيدة الفاضلة بهية الحريري المشهود لها بكرمها وحسن ضيافتها، وذاكرتي تأبى ان يغيب عنها مشهدية غذاء مجدليون في احدى المناسبات، حين أقدمت بنفسها على توزيع صحون “ورق العنب” لضيوفها واصرارها عليهم فردًا فردًا بتناول الطعام قبل المغادرة!..

ذاك هو رفيق الحريري.. وسعد الحريري.. وبهية الحريري.. فمن انت يا بهاء؟؟

أيُعقل انك لم تنتبه الى طعام ضيوفك؟ أيُعقل ان أحدًا من مستشاريك الكرام لم يلفتوا نظرك الى ما يحصل؟..

القضية كما قالت “السيّد” لا “طاووق” ولا “سمك”.. القضية يا بهاء انك ابن رفيق الحريري وشقيق سعد الحريري!!..
أعلم ان المقارنة صعبة لا بل ومستحيلة وستظلمك.. لكنه قدرك المحتوم ولا مهرب منه!..

في الحقيقة، أخذت عهدًا على نفسي ان لا أصارحك الكلام قبل مغادرتك لبنان، طمعًا بمزيد من الموضوعية والعقلانية في التعليق على زيارتكم ونتائجها، لكن ما حصل في غذاء “الطاووق” و”السمك” قطع عهدي، فاعذرني يا بهاء.. وللحديث تتمة!!..

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top