كتب صائب بارودي
أطلّ رجل الأعمال بهاء الحريري مؤخراً معلناً عن عودته إلى العمل السياسي واستكمال مشروع دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو ما أثار كثيراً من الإستغراب والتساؤل!
بدايةً من حق السيد بهاء الحريري العمل السياسي كأي مواطن لبناني، ولكنه تناسى أنه سبق أن أعلن عن هذا منذ سنوات، وخاض تجربته عام ٢٠١٩ بالمشاركة في الحراك الشعبي من خلال بعض المنتَفعين والمنافقين، وهو الحراك الذي استهدف أول من استهدف شقيقه الرئيس سعد الحريري ما دفعه للإستقالة وتعليق عمله السياسي مع “تيار المستقبل” الذي أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري ملتزماً تنفيذ مشروعه الوطني وقدّم في سبيله التضحيات الجسام إلى يوم استشهاده ليتسلّم الرئيس سعد الحريري الراية من بعده ويتابع المسيرة بإجماع كل الأهل والأصدقاء والمناصرين والمحازبين في “تيار المستقبل” في كل المناطق اللبنانية عامةً وبطرابلس والشمال خاصةً التي أطلق منها الرئيس الشهيد تجربته التنظيمية السياسية.
وحيث باءت تجربة السيد بهاء الحريري السياسية ٢٠١٩ والإنتخابية عام ٢٠٢٢ بالفشل الذريع، غادر لبنان إلى مقر عمله وإقامته في الخارج متجاهلاً إعلانه العودة لإستكمال مسيرة والده وكأن الرئيس الشهيد أسس مكتباً للخدمات والمساعدات يغلق ويفتح حسب مقتضيات ظروف صاحب العلاقة ومتولّي الشؤون، وليس مشروعاً وطنياً تحّول إلى نهج فكري وسياسي لا لون طائفي ومذهبي له، بل عقدة وطنية رسخت في عقول ونفوس آلاف اللبنانيين واعتنقته هوية وطنية لا تنتحل صفة أو تدّعي تمثيلاً طائفياً أو مذهبياً وهو ما أثار نقمة وغضب ومعارضة خصومه والمنافقين من مدّعي التحالف والشراكة.
فالحريرية السياسية التي اعتنقها وبشّر بها “تيار المستقبل” فكراً ونهجاً ومشروعاً وطنياً: وليست ممثلاً لطائفة أو مذهباً أو مقراً أو مصدراً للخدمات والمساعدات والعطاءات وإن كان جزءاً من نشاطاته الإنسانية وسيبقى كما هو حيّاً في وجدان وذاكرة مقتنعيه وهي هذه الواسعة على مدى المساحة اللبنانية.
لذا فإن مئات الآلاف التي توافدت إلى ساحة الشهداء لملاقاة قائد مسيرتها الحريرية الوطنية الرئيس سعد الحريري والالتفاف حوله في يوم الوفاء ١٤ شباط الماضي لهو أصدق وأسطع برهان على التزامها بالفكر والنهج الحريري المستقبلي دون غيره من الطفيليات الظرفية التي جاءتها بعض عشرات إلى قاعة على شاطئ من مخالفات الأملاك البحرية التي ارتكبها حليف السيد بهاء الحريري في الغدر والسقوط.
ولعلّه يدرك أنه لاعب احتياط في الوقت المستقطع والميدان السياسي له حصانه وفارسه، وتلك حقائق لقومٍ يعقلون…