كتب صائب بارودي

الشرق الأوسط على فوهة بركان في حالة غليان شديد والأبصار شاخصة إليه تترقب بحذرٍ وقلقٍ ساعة انفجاره وتطاير شرره وحممه لتلهب ما حوله ومن حوله ولتتدفق سيوله النارية اللاهبة لرسم حدود الخريطة الجديدة للمنطقة بعد أن أُنهيت كل الخطوات التمهيدية التي انطلقت مؤشراتها الأولى منذ ٢٣ سنة وكان الرأي العام الشرق الأوسطي لاهٍ بالتفاصيل الثانوية لحالتي الفوضى والشغب اللتان أثارتهما الإدارة الأميركية في المنطقة للتغطية والتلهي:- استلام التيار الإسلامي السياسي بشقيه السني والشيعي لزمام السلطة بتسلسل زمني مدروس عقب الثورة الإيرانية وتركيا مع تسلم طيب رجب اردوغان للسلطة.- ⁠اغتيال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي كان يمثل الحصن الحصين متصديًا لهبوب الرياح الشرقية الخبيثة التي كانت تستهدف الوطن العربي.- ⁠إقامة قواعد الشر والفتنة وأدواتها المذهبية في العراق كالحشد الشعبي والميليشيات الإيرانية،وفي سوريا عبر خلق فصائل إسلامية متناقضة ومتناحرة مدعومة من إيران والنظام العربي الرسمي لإجهاض الثورة السورية ودعمًا للنظام وحمايته وإنتاج حزب سلاح الأمر الواقع “حزب الله” في لبنان بذريعة مقاومة الإحتلال الصهيوني بالتزامن مع تأسيس تنظيم مسلح لحركة الإخوان المسلمين في غزة”حماس”. بعد أن قام الأخيران بتصفية واغتيال قيادات الحركات الوطنية في لبنان وغزة وإبعاد فصائلها المقاومة الوطنية واللبنانية وكان آخر المنتوجات المذهبية “الحوثيون” في اليمن.- ⁠والمذكورون جميعهم تم اختلاقهم بإشراف ورعاية الإدارة الأميركية والنظام العربي الرسمي،وإن صدرت عنهم تصريحات علنية متعارضة لذر الرماد في العيون. ⁠ولإثبات هؤلاء لحضورهم وترسيخ مواقفهم في المنطقة والحصول على اعتراف رسمي دولي بدورهم الفاعل والمؤثر على طاولة المفاوضات حول أي صفقة يجري الإتفاق عليها بين قوى القرار دفع الشعب العربي في العراق وسوريا ولبنان وغزة عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين والمتشردين والنازحين ثمنًا غاليًا ولم يزل.ويرى بعض المراقبين في الأحداث الأخيرة والقصف العنيف المتبادل بين الحوثيين في اليمن والكيان الصهيوني، كما التصعيد العسكري بين حزب الأمر الواقع في لبنان على الحدود الجنوبية مع العدو الصهيوني رغم التصريحات المعاكسة للطرفين. وما ورد على لسان السيد حسن نصرالله من تفويض للدولة بإجراء المفاوضات، كما عمليات الإغتيال والتصفية في سوريا،كما الإرباك والبلبلة في محادثات قطر والقاهرة بين القيادة الصهيونية وحماس تمهد لحدث تصعيدي خطير تحت مقولة “اشتدي يا أزمة تنفرجي”!!هل انفجار البركان لترسم سيوله النارية اللاهبة المتدفقة حدود خريطة المنطقة الجديدة؟أسئلة حول شرق أوسط على صفيح ساخن، ستجيب عليها أحداث الأيام المقبلة.

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top