طرابلس “أسيرة” الغلاء الفاحش.. فمن المسؤول؟

العقرب – ديمقراطيا نيوز

منذ أشهر بدأت الناس في طرابلس تشعر بأن أمرًا ما تغيّر في المدينة من الناحية الاقتصادية تحديدًا، وبأن الحياة اليومية المعيشية تجاوزت تكلفتها بأشواط ما كان متعارفًا عليه في عاصمة الشمال قبل انلاع ثورة تشرين عام 2019.طرابلس وشهرتها ” أم الفقير” لدى أغلبية اللبنانيين لم تعد كذلك، متاجرها، مطاعمها، مقاهيها، أضحت تنافس في ارتفاع الأسعار باقي الأماكن في مختلف المناطق اللبنانية من البترون مرورًا بجبيل وانطلياس وجلّ الديب وصولاً حتى الى العاصة بيروت..

نعم، صدّقوا أصبحت أسعار بعض مطاعم ومقاهي طرابلس تضاهي أسعار أقرانها الموجودة في وسط بيروت أو فردان والأشرفية وخلافه.. بل ولا نخفيكم سرًّا ان قلنا انه حتى اسعار العقارات بيع او ايجار ان كانت محلات تجارية، مكاتب، أو شقق سكنية اقتربت لا بل تعدّت أسعارها باقي المناطق اللبنانية، علمًا انها كانت قبل العام 2019 تتجاوز من 30 الى 40 % الأسعار المتوفرة في الفيحاء!..

بيع السيارات، الألبسة والأحذية الجاهزة، التاكسي والسرفيس، حتى المأكولات والمشروبات، كلّها أصبحت أسعارها تضاهي باقي المدن اللبنانية!!..

لا ذنب للثورة، ولتقلبّات الأسعار، وانهيار العملة الوطنية، كل المحافظات والمناطق والمدن اللبنانية تعرّضت للأزمة وعانت منها ولا تزال، فكيف عادت الأمور الى طبيعتها باستقرار أسعار العقارات، المنتجات، والفواتير المختلفة نسبيًا بلا شك، ولما لم تستقرّ في طرابلس؟..

الطمع؟ الجشع؟ الربح السريع؟ تعويض المرحلة السابقة؟..

ما هي الأسباب؟، لماذا؟، وكيف؟، ومن المسؤول عن فقدان طرابلس ميزتها الفريدة والأساسية التي كانت بامكانها حال استقرار البلد يومَا ما سياسيًا وأمنيًا ان تجذب اليها المستثمرين ورجال الأعمال، او حتى تشجّع وتُغري السيّاح والمغتربين والزوّار للقدوم وزيارة المدينة ؟!..

لا أحد يعلم من المستفيد من ” تقوقع” المدينة، وخنقها مع أهلها ضمن مساحتها الجغرافية الصغيرة؟..

من يريد لهذه المدينة الطيّبة والمحبّة الانعزال عن محيطها الاقتصادي التجاري والصناعي والسياحي؟..

من يصرّ على خنق “البلد” – لقب المدينة الأحبّ والاكثر تداولًا بين أبنائها-، واعادتها سنين الى الوراء بعد أن قطعت شوطًا كبيرًا في الآونة الأخيرة بالانفتاح على عالمها الخارجيّ سياحيًا واعلاميًا نتيجة نشاط بعض جمعياتها ونواديها وشبابها وشاباتها من المجتمع المدنيّ؟؟؟..

لا جواب، كالعادة، المجرم “مجهول” الهوية في طرابلس بكل القضايا أمنية، سياسية، اقتصادية او اجتماعية، لا أحد يعلم عنه شيئًا، لا اسمه، ولا عنوانه، ولا خلفيته العلمية والثقافية، ولا تجربته وخبرته المهنية، هل هو كائن بشري او فضائي، أو قد يكون كيانًا معنويًا، هل من جهة سياسية تدعمه او تنظيم سريّ يقف خلفه؟.. لا أحد يعلم!!..

جهّلوا الفاعل، وهم يعرفونه تمام المعرفة، ويعلمونه علم اليقين، لا يكاشفوا أنفسهم، لا يصارحوها، حتى لا يُقْدِموا على المعالجة، ثم على الشفاء..

ولك الله يا طرابلس!

شارك المقال

WhatsApp
Facebook
Twitter
Email
Telegram
Print

مواضيع ذات صلة:

Scroll to Top