كتب صائب بارودي

بعيداً عن كل التحليلات والقراءات والتأويلات والتساؤلات التي أُثيرت حول سقوط الصاروخ على بلدة “مجدل شمس” في الجولان المحتل وأدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المدنيين من أبناء البلدة المنكوبة التي ينتمي غالبية أهلها إلى طائفة الموحدين الدروز الكريمة،فإن الدلائل والمعطيات السياسية التي سبقت وترافقت مع الحدث لا تنفصل عن مجريات الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة الأميركية واشنطن أبان زيارة رئيس العصابة الصهيونية الحاكمة في فلسطين المحتلة وانتهكت فيها المحرّمات الإنسانية من قيم الحرية والديمقراطية والعدل والحق،لذا وسواء اتفقت الآراء والمواقف أو اختلفت وفق الميول والإنتماءات فإن هذا الصاروخ أُطلق من واشنطن ومن قاعة العار الأميركي.عقب إنتهاء نتنياهو من إلقاء خطاب التزوير والتزييف والدجل والنفاق بحضور أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين ليكون صاروخ اختبار القوة التفجيرية السياسية ونتائج هذا اللقاء الذي غرق في بحر التكاذب والرياء حتى أن بعض القيادات الأميركية رأت فيه وصمة عار لطّخت جبين التاريخ الأميركي.
وقد استند هؤلاء في رأيهم على إحصاء المراقبين الذين سجّلوا بعض النقاط المثيرة للتساؤل:
- إن الخطاب استغرق ٥٨ دقيقة من الوقت.
- تمت مقاطعة الخطاب ٨١ مرة بالتصفيق الحاد أي أن التصفيق استغرق ضعفي وقت الخطاب تقريباً، ما يعني أن صوت التصفيق عطّل حُسن الإستماع وبالتالي علا ما التصفيق إذا غاب حُسن الإستماع؟..
وتأكيداً لدجلهم ونفاقهم فإنهم لو أحسنوا الإستماع لخطاب نتنياهو وما ورد فيه لاكتشفوا ما تضمّنه من إهانة واحتقار لأميركا وجيشها وشعبها وجّه إهانة لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الذين قاطعوا الجلسة وشملهم مع المتظاهرين في خارج القاعة المعارضين للزيارة حيث اتهمهم بالتمويل من إيران وأنهم أصبحوا لعبة في يدها.
- تحدث باحتقار عن الجيش الأميركي وادعى أن الكيان الصهيوني وفّر الحماية للجيش الأميركي دون أن تطأ أقدامه الأرض. فحماية الجيش الأميركي من حماية الكيان الصهيوني،لذا فإن مصير أميركا مرتبط بمصير الكيان الصهيوني وبالتالي على الإدارة الأميركية توفير الأسلحة والذخيرة له لأجل نجاح مهمته في الحماية وإنجازها.
ولم يأتِ نتنياهو على ذكر إدانة المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية لمجازره وجرائم الإبادة التي ارتكبها ضد الشعب الفلسطيني في غزة بل حوّل اهتمام الحاضرين إلى إتهام إيران ومحورها بأنها مصدر العنف والقتل والدمار في المنطقة ودعا إلى إقامة حلف عسكري (شرق أوسطي كحلف الناتو)يضم الكيان الصهيوني وأميركا وبعض الدول العربية التي أسماهم”شركاؤه” في مواجهة إيران وأدواتها في المنطقة؟؟ - أطلق على الصراع مع محور الإرهاب الإيراني في المنطقة إنه صراع بين البربرية والحضارية.
- تعهّد بأنه لن يسمح بإنهاء الحرب على غزة حتى تحقيق أهدافه؟
- حذّر الولايات المتحدة بأنها ستكون الهدف التالي إذا تم تكبيل يد الكيان الصهيوني ولم يوفّر لها الأسلحة والذخيرة المطلوبة لإنجاز المهمة.
وبناءً على ما ذكر لا يستبعد أن يكون صاروخ “مجدل شمس” إختبار موجّه لإكتشاف ردود الفعل على الخطاب الصهيوني وترقُب نتائجه تمهيداً للمرحلة المقبلة وعليها يُبنى المقتضى حول ما يُشاع وما يُكتب.