بقلم روعة الرفاعي
جملة تساؤلات يمكن طرحها بعد حادثتي إغتيال سيغيّران حتمًا وجه الحرب على غزة والمواجهات في المنطقة، حادثة إغتيال القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر بعد غارة على الضاحية الجنوبية بالأمس وإن كان الحزب لم يعلن أو ينفي إستشهاد شكر وبقي الأمر رهناً بالمصادر الأمنية والإعلامية.
الإعتداء على “حارة حريك” تلاه صباح اليوم عملية إغتيال قاسية لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية شمال طهران في مقرّ اقامته وتحديدًا في غرفة نومه، وأيضاً حتى الساعة لم تعلن إيران عن تفاصيل هذه العملية، وكيف تم اختراق أراضيها؟ وكيف تمكنت إسرائيل من تنفيذ مخططها ومن ساعدها؟ .. هي أسئلة كثيرة تضع المنطقة ككل على فوّهة بركان وليس لبنان فحسب..
فماذا يقول المحلّل العسكري والاستراتيجي العميد الركن الدكتور هشام جابر ل ” ديمقراطيا نيوز” حول المستجدات والتطورات وانعكاساتها على لبنان والمنطقة؟!
ضربة متوقعة
يقول جابر :” الضربة التي حصلت في الضاحية الجنوبية بعد ثلاثة أيام من التهديد الإسرائيلي كانت متوقعة ربما ليس في الضاحية الجنوبية ، وفي كل ساعة كانت تمر كنا نقول سيكون الرد الإسرائيلي أخف، كون إسرائيل كانت تدرس وبدقة عملية الرد بعد تهديدها بأن يكون دقيق سريع ومحدود، وقلنا بأنه لن يكون هناك إجتياح كبير للبنان ولن تكون ضربة لمطار بيروت، فقط سيكون هناك قصف أو إغتيال بواسطة الجو أو من خلال عمل كومندوس ، حصل ما حصل في الضاحية وأعتقد هذا هو الرد الإسرائيلي”،
“حزب الله” سيرد في أماكن غير مألوفة
وعن رد “حزب الله” يرى جابر :” حتى اللحظة لم يتم تأكيد إستشهاد القائد فؤاد شكر ففي حالة الإستشهاد حتماً سيكون الرد قاسيًا ، لكن أين سيكون الرد؟..
“حزب الله” لم يقرر بعد لكن بالطبع سيكون في مكان غير مألوف وهو يملك بنك أهداف كبير داخل إسرائيل ، وهو ما سنتابعه حتمًا خلال اليومين المقبلين “.
إغتيال هنية يحتاج لتفسير
وحول إغتيال إسماعيل هنية في طهران يؤكد جابر :” حدث مهم جداً، وليست هي المرة الأولى التي تتجرأ فيها إسرائيل وتقوم بعمليات إغتيال داخل ايران بواسطة عملائها إنطلاقاً من مكان مجاور وهذا يحتاج لشرح كبير، تصوري منذ اللحظة الأولى لسماع الخبر أن إغتيال هنية وإذا ثبت حدوثه بواسطة صاروخ أرض أرض، أو طائرة مسيّرة، أو حصل من داخل إيران بواسطة عملاء للموساد أو من دولة مجاورة، إذ إنه من الصعب جداً على إسرائيل عسكرياً إطلاق مسيّرة من الكيان الإسرائيلي أو صاروخ وتتم الإصابة بهذه الدقة، وما علينا سوى إنتظار الرد الإيراني والذي لم يقرر بعد، وهنا أفصل بين الحادثتين و”حزب الله” لن يردّ على موضوع إغتيال هنية ،وهو مهتم بإغتيال شكر في الضاحية “.
لا أتوقع حرب واسعة النطاق
ويتابع:” ما يجري على الساحة اليوم سببه أن إسرائيل مأزومة في شمال فلسطين، وإسرائيل مهزومة في غزة، ونتنياهو حصل على التأييد الأميركي شرط أن لا يفتح الجبهة الواسعة مع جنوب لبنان نظراً لخطورتها وهي بمثابة ” جهنم”، وستتورط المنطقة بأسرها حتى منطقة الخليج والبحر الأحمر. لذلك أعتقد بأن تصرفه جاء على هذا الأساس وهو يسعى لأن يبقى عمله العسكري الإجرامي تحت سقف المواجهة الواسعة ، علينا أن ننتظر ونترقب “.
ويضيف:” إنطلاقاً من ذلك فإنه ما من أحد يريد الحرب الواسعة في المنطقة والمثل يقول” إذا ما كبرت ما بتصغر” لذلك بنفس الوقت هم يعملون على تسوية ما ، إنما في ظل وجود نتنياهو وحكومته في الحكم يجب أن نتوقع المزيد من العمليات العسكرية سواء في الضفة الغربية أو في غزة، والتي نلاحظ كثرة المجازر فيها وكأننا إنتقلنا للمربع الأول بعد عشرة أشهر، لكن موضوع جنوب لبنان مختلف فكل العالم يطالب بوقف مجازر غزة لأسباب إنسانية، فهي لا تشعل حرباً إقليمية، في حين الأمر مختلف بجنوب لبنان والخطر من إشتعال حرب إقليمية.. هل يا ترى نتنياهو الذي يريد الحرب دائماً يقبل بوقف العدوان على غزة ويقايضها بجنوب لبنان من خلال موافقة أميركية؟..
أعتقد أميركا لن تقبل بحرب ستتورط بها في حال حدوث عدوان كبير وفقدت السيطرة على الوضع العسكري في جنوب لبنان”.
ويلفت العميد جابر إلى أن ” إسرائيل حتماً ستصاب بخسائر فادحة وإذا تم توريط أميركا فمعنى ذلك توريط دول المنطقة..
كلنا يعلم ذلك وروسيا لن تبقى على الحياد دون أن يكون لها موقف، كذلك الحوثيين يمكن أن يغلقوا منافذ البحر الأحمر بعمليات عسكرية .
بإختصار الوضع في أميركا ليس طبيعياً كما نعلم هناك وضع إنتخابات دقيق ونتنياهو يسعى للإستفادة من هذه التناقضات بأن يحصل على نصر ما ولو وهمي يعيد له الإعتبار ويُنجيه من القضاء الداخلي والخارجي “.