كتب صائب بارودي
لم يصدر لغاية الآن أي بيان عن جهة رسمية في الكيان الصهيوني يتبنى فيه عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران،ما يطرح علامة استفهام كبيرة حول الأسباب والدوافع والخلفيات لهذا الإنكار الصهيوني والتهرب من الإعتراف بمسؤوليته عن عملية الإغتيال رغم أن كل المعطيات والمؤشرات تؤكد على ارتكابه لها مع سبق الإصرار والترصد. وهو ما يثير الريبة والشكوك في ملاحق الأحداث المرتقبة.
انشغل الباحثون والمتابعون في ردود الفعل والمواقف من مختلف الجهات والأطراف السياسية المحلية والعربية والإقليمية والدولية والترقب بحذرٍ لما يصدر من هنا وهناك ما يُهدأ الروع ويزيل القلق والخوف. لأنهم ما زالوا لاهين إلى الآن بمعرفة كيفية الإغتيال؟ إن إنكار الكيان الصهيوني لتبني عملية الإغتيال له أبعاد ومدلولات مريبة ربما تدخل ضمن السيناريو المرسوم للمنطقة.
يرى البعض أن عدم تبني عملية الإغتيال لاعتبارها تصرف مخالف للقانون الدولي حيث تمت عملية الإغتيال من دولة ضد دولة في دولة أخرى. ومازال نتنياهو يعاني من تداعيات وانعكاسات قرارين صادرين عن المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية بإدانته بارتكاب جرائم الإبادة في غزة. بينما يرى آخرون أن امتناع نتنياهو عن تبني الإغتيال بدافع زرع الفتنة والشكوك الإتهامية بين قوى المحور الإيراني.
_ اتهام إيران بالتواطؤ والتقاعس من القيام
_ بتوفير الحماية التامة والشديدة.
– اتهام البعض في المكتب السياسي للحركة في السعي للتخلص من هنية لصالح السنوار.
– اعتبار بعض الأطراف العربية إسماعيل هنية معطل للمفاوضات الجارية في قطر والقاهرة وعقد إتفاقية لوقف إطلاق النار في غزة.
وما زاد في عوامل تشجيع نتنياهو بالإقدام على عملية الإغتيال خاصةً أنها جاءت مترافقة مع اغتيال القيادي في “حزب الله” فؤاد شكر، أن ردود الفعل من إيران و”حزب الله” في عمليات الإغتيال السابقة كانت مقسمة بالإسترخاء واللامبالاة تقريباً،خاصةً وأنها طالت قيادات وشخصيات هامة لدى إيران والحزب ،حتى أن عملية الرد الإيرانية على العدوان الصهيوني ضد القنصلية الإيرانية في دمشق كانت مداعبة تأديبية رغم أنه تم إبلاغ المعنيين بالأمر بتوقيتها!!..
لذا، يرى بعض الباحثين أن اغتيال هنية وشكر يأتي في سياق عمليات الإغتيالات السابقة ما جعل إيران و”حزب الله” في وضع إطلاق التهديدات بالثبور وعظائم الأمور ويقوم الكيان الصهيوني بالتنفيذ.المهم أن تبقى المنطقة في حالة توتر وعنف متصاعدة حتى تنفيذ المخطط التقسيمي المرسوم للشرق الأوسط الجديد وفق رؤية محور الشر الأميركي الصهيوني الفارسي.
فالخطاب الإيراني العالي السقف وعيداً وتهديداً بالحرب التي لا تبقي ولا تذر ليس ثأراً لاغتيال هنية بل لتؤكد إيران هيمنتها على ولاياتها العراق وسوريا ولبنان واليمن في إطار تحقيق أطماعها باستعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية بعباءة مذهبية.