بقلم تيريزا كرم
في ظل المخاوف المتزايدة من انتشار فيروس “جدري القردة” على الصعيد العالمي، تشهد أفريقيا موجة جديدة من تفشي الفيروس، مما دفع السلطات الصحية العالمية إلى رفع مستوى التأهب.. مع تسجيل نحو 15 ألف حالة إصابة هذا العام، أصبحت القارة الأفريقية في قلب الاهتمام الدولي، خاصة مع امتداد الفيروس إلى دول لم تشهد تفشياً من قبل. استجابةً لهذا التهديد، أعلن مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عن مبادرات عاجلة لتسريع توزيع اللقاحات في الدول ذات الدخل المنخفض، فيما تعمل الولايات المتحدة مع الكونغو على وضع خطة لتوزيع اللقاحات تدريجياً.
وفي هذا السياق ، ووفقاً لمقولة ” العدوى في أي مكان ، هي عدوى محتملة في كلّ مكان “، تبرز التساؤلات حول وضع فيروس “جدري القردة” في لبنان.
في حديث خاص لـ”ديمقراطيا نيوز”، يتحدث النائب الدكتور عبد الرحمن البزري عن الفيروس، موضحاً أن “جدري القردة ليس بمرض جديد، بل يعود تاريخه إلى فترة طويلة وكان منتشراً بشكل رئيسي في القارة الأفريقية”.
ويشير البزري إلى “أن الفيروس انتشر في الآونة الأخيرة في عدد كبير من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية”، لافتاً إلى أن” تسمية المرض ب”جدري القردة” يعود إلى تشابهه مع الجدري القديم الذي تم القضاء عليه.
المناعة وطرق الانتشار
يوضح البزري ” كبار السن الذين تجاوزوا الستين عاماً قد اكتسبوا مناعة ضد هذا المرض بسبب تعرضهم للقاحات الجدري القديم، إلا أن المرض قد يصيب جميع الفئات العمرية”. ويضيف أن “انتقال “جدري القردة” يحدث بشكل رئيسي عبر العلاقات الجنسية، مما أدى إلى انتشاره في بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وهو ما أثار قلق السلطات الصحية.”
الوضع في لبنان
أما عن الوضع في لبنان، يشير البزري إلى “أن الحالات المسجلة في البلاد قليلة جداً ولا تستدعي القلق. ورغم ذلك، أكد أن الحديث عن المرض عاد للواجهة بعد ارتفاع أعداد الحالات في الدول الغربية.” ويضيف أن “انتقال الفيروس عبر العلاقات الجنسية يكون أبطأ من انتقاله عبر الجهاز التنفسي، مما يقلّل من خطورة انتشاره الواسع”.
اللقاحات وأولوية الوقاية
بخصوص اللقاحات، يقول البزري أن “اللقاح المستخدم ضد الجدري القديم يمكن أن يكون فعالاً ضد “جدري القردة”، لكنه لم يعد يُنتج على نطاق واسع بعد القضاء على الجدري القديم”، مؤكدًا أن “الحديث عن اللقاحات ليس أولوية في لبنان نظراً لقلة الحالات المسجلة وإمكانية السيطرة على المرض من خلال مراقبة المرضى والالتزام بتعليمات الوقاية”.. كما يشير إلى أن “بعض الدول الكبرى تحتفظ بمخزون من اللقاحات تحسباً لخطر الحروب البيولوجية أو استخدام الأسلحة البيولوجية”.
ويشدّد البزري على “ضرورة نشر الوعي حول الوقاية من المرض، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات الجنسية، وضرورة تذكير الأطباء بأن “جدري القردة” قد يكون موجوداً خارج أفريقيا”، مؤكدًا على “أهمية التشخيص المبكر من خلال ملاحظة الحُبيبات الجلدية التي قد تظهر، مما يسهل عزل المرضى عند الضرورة”.
