بقلم روعة الرفاعي
لم تعد معاناة فوج إطفاء طرابلس تحتمل المزيد من الضغوطات، مما إضطرهم الى إقفال مدخل إتحاد بلديات الفيحاء بآليات جار عليها الزمن وتحتاج هي نفسها للعناية كي تقوم بواجباتها تجاه الحرائق التي يمكن أن تندلع في مدينة طرابلس ، فكيف الحال مع 48 موظفاً لا يتقاضون أية حوافز من بدل نقل ومساعدات مرضية وإستشفائية ولا حتى مدارس منذ حوالي الستة أشهر ؟!.. هم رفعوا الصوت مراراً وتكراراً وناشدوا وزير الداخلية القاضي بسام مولوي حل قضيتهم والتي يبدو بأنّها معلّقة بين رئيس بلدية طرابلس الدكتور رياض يمق ورئيس إتحاد بلديات الفيحاء حسن غمراوي والذين يتصارعان منذ سنوات على موقع رئاسة الإتحاد التي بحسب العرف تعود لرئيس بلدية طرابلس.
لكن في لبنان وفي زمن الإنهيارات المتتالية لم يعد للعُرف ولا للقانون أي قيمة، والكلمة تبقى فقط للمحسوبيات السياسية!!.. وبين الرئيسين هناك أيضاً الوزراء وزير الداخلية ووزير المالية والكل يشارك في حرمان الموظفين من حقوقهم مما دفعهم “للإضراب” ووضع مصير مدينة طرابلس في مواجهة أي حريق قد يندلع في مهب الريح!..
للوهلة الأولى قد يرى البعض في هذا التصرف إجحاف وظلم، لكن الحقيقة إنّ أي موظف في فوج الإطفاء إذا تعرض لإصابة ما خلال إطفاء الحرائق عليه تأمين الأموال للعلاج، فهل الأمر مقبولاً بنظر السياسيين والمعنيين؟!.. الجواب حتماً يتلخص ببقاء باب الإتحاد مقفلاً من قبل فوج الإطفاء منذ أكثر من ثلاثة أيام دون أن تحرك أي جهة ساكناً ، والوعود التي أطلقوها خلال المرحلة الماضية ليست إلاّ كلام لن يقدّم أو يؤخر في معاناة الموظفين، والتي يتحدث عنها المعاون عبد الكريم عبد الكريم ل “ديمقراطيا نيوز” فيقول:” لطالما إعتصمنا وإلتقينا بوزير الداخلية الذي وعد بالإهتمام بالموضوع لكن بلا جدوى، حتى إننا مارسنا الضغوطات على بلدية طرابلس والتي حوّلت مبلغ من المال خلال عيد الفطر ، وأشير إلى أن معاناتنا بسبب الخلاف على رئاسة الإتحاد فما هو ذنبنا؟، هي أفعال وردود أفعال ونحن من يدفع الثمن”. وتابع:”منذ ثلاث سنوات ليس لدينا أي تغطية إستشفائية، وأي مستشفى ترفض إستقبالنا حتى مستوصف الحميدي يرفضنا بسبب عدم دفع 50% التي كانت سارية المفعول، المبكي أننا إذا تعرضنا لأي إصابة خلال عملنا لا يمكننا المعالجة وأي زميل يخاف من الدخول لإطفاء الحريق خشية من إصابته”.
من جهته حاتم عبوشي أكد أن” الوضع خطير للغاية كوننا نعمل ضمن مخاطر لا يمكن تحملها، وسبق أن تعرض زميل لنا خلال مهمة لإصابة في يديه، ولولا فاعلي الخير لما كان بإمكانه معالجة نفسه، وربما يكون هذا الهم الأكبر أمام حرماننا من بدل النقل والمساعدات المدرسية وجميعنا مديون لمدارس أولادنا. وأن لم يدفعوا لنا لن يكون بإمكاننا تسجيل أولادنا هذه السنة”. وتابع عبوشي:” جلّ همهم سواء في الإتحاد أو في بلدية طرابلس دفع الأموال لشركة لافاجيت وهم لا يتأخرون عنها خوفاً من صرخة المواطنين، فيما لو إمتلأت الشوارع بالنفايات، أما نحن فيبدو أننا لا نعنيهم وإلاّ لما صمّوا آذانهم عن سماع صرختنا، لكن الإضراب الذي ننفذه اليوم بالطبع سيؤثر سلباً على مدينة طرابلس خاصة خلال موجة الحر حيث تكثر الحرائق”.
وبحسب مصدر في الفوج فإنّ إتحاد بلديات الفيحاء يعاني من الإفلاس، كون البلديات لا تدفع مستحقاتها ولا تدفع للمستشفيات مما ينعكس على أحوال الفوج والموظفين الذين قرروا الإضراب والتوقف عن العمل، ولا يمكن لرئاسة الفوج القيام بأي شيء إزاء هذا الواقع المرير!..
غمراوي
يرى رئيس الإتحاد حسن غمراوي في حديث خاص لموقع “ديمقراطيا نيوز”:” لست مع إضراب فوج الإطفاء والذي ينبغي عليه التضحية في سبيل مدينة طرابلس، وكلما حصل الإتحاد على أموال يدفعها للموظفين وفي الوقت الراهن ما من شيء يمكننا عمله والدولة لا تدفع سوى المستحقات لشركة لافاجيت”.
ويشير غمراوي:” هناك حلول لكن وزارة المالية لا توافق عليها كأن يدفع مرفأ طرابلس 5 مليار ليرة لقاء خدمات يقدمها الإتحاد وقد وافقت إدارة المرفأ على ذلك لكن رفض وزير المالية التوقيع، كما تقوم بلدية طرابلس بتحويل 5 مليار وحينها يمكننا حل المشكلة وإن بشكل جزئي، ومن هنا نناشد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إبن طرابلس ووزير الداخلية أيضاً التحرك السريع لحل هذه المشكلة خاصة لجهة الضغط على بلدية طرابلس لتحويل المال وعلى وزير المالية للموافقة على تحويل المال من المرفأ، وغير ذلك تبقى المشكلة عالقة بل وتتفاقم أكثر”.