في إطار جولته على “عمائم الإعتدال” في لبنان، التي إستهلها من دار الفتوى بلقائه سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، تابع النائب إيهاب مطر لقاءاته، فزار كلا من مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي ومفتي زحلة و البقاع الشيخ علي الغزواي ومفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي.
بعلبك
واستهل جولته البقاعية بزيارة مفتي بعلبك الشيخ بكر الرفاعي، الذي إستبقاه الى مائدة الفطور في منزله، وبعدها توجها الى دار الإفتاء.
وتطرق اللقاء الى الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، خصوصاً بعلبك وأزماتها المتواصلة.
بعد اللقاء، قال مطر: “زيارتي اليوم لسماحة المفتي بكر الرفاعي إستكمال لجولتي على كل المفتين في لبنان بمناطقهم بهدف تبادل الأفكار والنقاش حول الأوضاع، ولنقول ان الكلمة واحدة والموقف واحد الى جانب الدولة ومؤسساتها والى جانب اللبنانيين”.
وتحدث عن بعلبك الهرمل “المحافظة التي أنصفها التاريخ وجعلها موطنا لموقع أثري مميز مُدرج على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي منذ العام 1984. وعلى الرغم من ذلك، فقد ظلمها التاريخ من الاستقلال حتى اليوم، اذ باتت أيضا مماثلة لمدينتي طرابلس، مخزنا للبؤس والفقر، جراء الإهمال المزمن من الدولة تجاه منطقة تُشكل 30 في المئة من مساحة لبنان”، مشيراً الى أن “هذه المحافظة من المفترض أن تكون الخزان الغذائي للبلاد، مثلما هي أيضاً الخزان العسكري للدولة والوطن، وكان لأبنائها حضور مميز في كل النضالات الوطنية”.
وأكد مطر أن “بعلبك بحلوها ومرّها تبقى واحدة من منارات الإعتدال الوطني والاسلامي بفضل الكثير من رجالاتها، وفي هذه الظروف الدقيقة، وطنياً وقومياً وإسلامياً، جراء ما يتعرض له أهلنا في غزة وفلسطين وما يتعرض له جنوبنا من حرب مدمرة حارقة، رأيت أن الواجب يقتضي زيارة كل المقامات السنية في جولة على الاعتدال الحقيقي، بدأتها طبيعياً من دار الفتوى في بيروت، وثم سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، واليوم بعلبك الهرمل وسنكمل الى زحلة وراشيا أيضا وكل لبنان”.
وتابع: “من هنا، من بعلبك، نقول كرامة لبنان ممنوع كسرها أمام عدو إختار أن يختبر اللبنانيين بمحنتهم فقدموا الاعتدال اولاً، على أمل أن نواجه جميعاً بمنطق الدولة”.
وختم مطر بالقول: “تبقى القضية الفلسطينية قضيتنا العربية وتعازينا لكل أهالي الشهداء اللبنانيين والفلسطينيين وتمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى”.
مفتي بعلبك الشيخ الرفاعي رحب بالنائب مطر، مبدياً إعجابه بهذه الخطوة البناءة.
وقال: “ليت الجميع يقوم بمثل هذه الخطوات التي تصب في هدف الانفتاح على بعضنا البعض، ونستفيد فيها من خبرات البعض ونتحد تحت راية الإعتدال”.
وفي السياق أعرب الرفاعي عن “أهمية الزيارة التي قام بها المفتون وعلى رأسهم سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى المملكةالعربيةالسعودية” مشيراً الى أن “حفاوة الإستقبال كانت دلالة هامة على إهتمام المملكة في لبنان وأهمية الدور السعودي من بوابة دار الإفتاء”.
البقاع الأوسط
من بعلبك، توّجه مطر، برفقة مدير مكتبه الدكتور موسى العش، الى البقاع الأوسط، ليزور مفتي زحلة والبقاع الدكتور الشيخ علي الغزاوي، بحضور الدكتور الشيخ خالد عبد الفتاح، مدير مكتب الإفتاء في البقاع الشيح زياد هيفا، رئيس دائرة شؤون المغتربين الشيخ في دار الفتوى البقاع عبد الناصر الخطيب، بالاضافة الى المدير الإداري لمؤسسات أزهر البقاع الشيخ عمر جانبيه، ناظر أزهر البقاع الشيخ سعد المعربوني، الشيخ غنوم نسبين.
بعد اللقاء، قال النائب مطر: “كانت فرصة مميزة، أن نزور سماحة مفتي البقاع الشيخ علي الغزاوي، الذي سمعنا منه الكثير من الأفكار المرتبطة بالبقاع”، مضيفاً: “عندما نقول البقاع يعني أهل الكرم والعطاء والخير والمحبة، وعندما نتحدث عن البقاع هذا يعني إحتضان #الليطاني و #العاصي مع بعضهما البعض، وهذا ما جعلها خزان الحبوب والخضار والفاكهة طوال قرون سابقة وتظل اليوم خزان عنفوان”.
أضاف:”استمعنا من المفتي الغزاوي عن المشكلات التي يعاني منها البقاع جراء غياب الدولة، لكن جميعنا أمل بعودة إستنهاضها، وهذا الأمل يعود بجزء كبير منه للبقاع، الذي هو خزان العنفوان الوطني ومحافظة العيش الواحد بين أهلها بالرغم من الظروف الصعبة التي مرت عليها، وهذا بفضل عدد من أبنائها الذين تفانوا في سبيل خدمتها”.
وتابع: “نزور البقاع اليوم للقاء الشيخ الغزاوي، تلميذ مفتي البقاع الراحل خليل الميس الذي إئتمنه قبل وفاته على مؤسسات أزهر البقاع، عاكساً الثقة التي يضعها بالرجل، فكان حقاً خير خلف لأطهر سلف”.
وأكد مطر أن “زيارتنا تندرج في إطار جولة على عمائم الاعتدال في لبنان، وسط هذه المعمعة الاقليمية والوطنية بين غزة والجنوب، مسترشدين بالنهج الذي أرساه مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، جاعلا الإعتدال الإسلامي علامة فارقة في الزمن اللبناني الصعب”.
راشيا
وانتقل النائب مطر الى راشيا، للقاء مفتيها الشيخ وفيق حجازي، بحضور الشيخ إبراهيم حسين والشيخ يوسف الرفيع.
بعد اللقاء، قال مطر: “من هنا من راشيا نستعيد إستقلالنا ورجالاته الذين لجأوا الى القلعة في راشيا، حيث اتحدّ التاريخ والجمال الطبيعي وشكلا لوحة لبنانية مميزة”، مضيفاً: “إلتقينا سماحة المفتي الشيخ وفيق حجازي الذي قرأنا عنه بأنه صاحب السيرةٌ العطرة بالغوص في علم القرآن الكريم والسنة المطهّرة، وهو الخطيب الأمين على منهاج الاعتدال ورفض التطرّف والغلوّ والمتصدّي لحملات التشويه ومحاولات كسر الفطرة ونشر الشذوذ”.
تابع: “ومثلما قلت في بعلبك ثم البقاع، فإن زيارتي لراشيا هي محطة في جولتي على المفتين، أصحاب عمائم الاعتدال، إنطلقت بها من الدار اللبنانية الجامعة، دار الفتوى في بيروت التي حولها مفتي لبنان الشيخ العلامة عبد اللطيف دريان الى قلعة حصينة ضد كل أشكال التطرف الديني والمذهبي والسياسي، ونكرر سؤالنا لماذا جمهوريتنا بلا رئيس للجمهورية؟ ومتى سيتيقظ المسؤولون لنعيد لهذا البلد عافيته وقوته؟
ورأى أنه “لا يمكننا عدم الوقوف عند الجرائم المرتكبة من قبل العدو الاسرائيلي والتي فاقت كل الواقع، لنسأل أيضاً متى سيتم محاسبة هذا الكيان ومسؤوليه. المؤكد أنه مهما تأخرت العدالة فلا بد من وقت لها، والى حينه سلاحنا الوحيد هو الاعتدال لأجل لبنان والناس والاستقرار وبناء الدولة والعيش الواحد”.
وختم مطر: “سنكمل باذن الله جولتنا على سماحة المفتين في كل المناطق، وستكون فرصة اطلعنا فيها على حال اللبنانيين بكل المناطق، وبالتالي نستخلص عبرة واحدة، لا خلاص الا بقيام الدولة ولا أحد لا جهة ولا مجموعة ولا تيار ولا حزب يمكنه أن يحل مكان الدولة”.