أقامت “الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب” احتفالا في قاعة “القرية الزراعية” في سهل بعلبك بعنوان: “شكرا قوى الأمن الداخلي”، ضمن أجواء عيد الاستقلال، وفي إطار فعاليات مشروع “تضامن الشباب للحد من التطرف” الذي تنفذه الجمعية بالتعاون مع السفارة الهولندية في لبنان.
حضر الاحتفال محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، العميد جوزيف مسلم ممثلا المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، وحشد من الفاعليات الأمنية والشبابية.
استهل اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني، وعرض مصوّر للأنشطة التي نفذها الشباب المشاركون في المشروع والخدمات المجتمعية التي قدموها.
اللقيس
تحدث مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس عن أهمية هذا المشروع الشبابي وعن سبب اللقاء والاحتفاء بالقوى الأمنية، فقال: “نشكر قوى الأمن الداخلي من القلب والعقل، لأنكم الأساس في توفير الأمن الذي يشكل قاعدة العمل. فالظروف الاقتصادية الصعبة لم تعق عملكم، رغم أنكم من أكثر الفئات التي تضررت من الأزمة، وبالمناسبة أدعو الشباب لأن يتعرفوا أكثر على قوى الامن الداخلي، كي يقدروا حقيقة ما يبذلونه من جهد وتعب، وأن يعملوا على تخفيف المشاكل. فأنتم الشباب والقوى الأمنية جزء من استراتيجيتنا القائمة على ثلاثة عناصر الحوكمة، بناء السلم الأهلي والتمكين الاقتصادي. وهذه الاستراتيجية تتأثر بالقوى الأمنية ومدى فعاليتها، اذ بدونها لا يمكن ان ننفذ الاستراتيجية، فنحن نعمل دائما تحت سقف الدولة ومؤسساتها، ونحن داعمون لها ولسنا بديلا عنها. “
وأضاف: “في ما يتعلق بالحوكمة هو مفهوم ينظم العلاقة بين أصحاب القرار والمتأثرين به تحت سقف القانون لنتكامل في وطن واحد. أما تحقيق السلم الأهلي فهو يبدا بالحقوق والواجبات تجاه المواطنة وهذا المشروع هدفه تحقيق التغيير الاجتماعي الإيجابي، فأنتم اليوم أيها الشباب رسلنا الى المجتمع”.
ورأى أن “التمكين الاقتصادي لا يتم إلا بتوفير الامن، لأن الأمن يحفظ الاقتصاد، ولتحقيق هذا الهدف نحن ندعم الامن والقوى الأمنية ولو بالمعنويات والاعتراف بدوركم، وبالتالي ندعم أنفسنا، فأنتم الأساس في بناء هذا الوطن، ولولاكم لكانت الأزمة أكثر شدة وصعوبة”.
خضر
بدوره شدد المحافظ خضر على أهمية عمل القوى الأمنية، معتبراً أن “هيبة الدولة من هيبة قوى الأمن الداخلي، لذا يجب أن نحافظ على هيبتها، لا اخفيكم أن العمل في بعلبك الهرمل يتطلب مجهودا أكبر من باقي المناطق، من هنا تأتي ضرورة هذا اللقاء، فنحن من خلالكم أيها الشباب نحتاج الى توسيع قاعدة الشرعية في بعلبك لترتيب العلاقة بين الناس والقوى الأمنية، لأننا بحاجة لإقامة مصالحة بين الطرفين”.
وتابع: “من واجبنا أن نعرف الظروف التي تعمل بها القوى الأمنية، لكونها تحقق الأمن في ظل ظروف استثنائية صعبة وغياب الإمكانات. لذا يحب أن نشكر أفراد وضباط قوى الامن رغم أن هذه المهنة تحولت عند البعض إلى عبء، ولكن احتراما لوطنهم وعلمهم وقسمهم صمدوا وتحملوا المسؤوليات. وإذا كانت قوى الأمن بخير فالوطن كله بخير ومطلوب منكم أن تكونوا صلة وصل بين القوى الأمنية والمجتمعات التي تعيشون بها”.
مسلم
وألقى العميد مسلم كلمة قال فيها: “كثيرون يحملون هموم المواطن الاجتماعية والحقوقية، أفرادا ومؤسسات وجمعيات يعملون بأنفسهم على التخفيف عنه ويحفزون المجتمع على دعمه، ويحثون السلطات على الإلتزام بواجباتها تجاهه، ولكن من هؤلاء من يعطي أولوية لدعم الأمن، هذا الامن هو وحده يحصن واقع الانسان، ويضمن حماية بيئته وتطوير مستقبله”.
تابع: “شكرا للسفارة الهولندية التي قدمت هبة الطاقة المتجددة في ثلاثة مخافر، وكما عهدناها دائما تقف إلى جانب لبنان، والشكر الثاني للجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب التي ندشن عبرها هذه الهبة، فمعها يتأكد لنا أن هناك فعلا من يهمه أمن الناس بإزاء لقمة عيشهم وكرامتهم، وهذه الجمعية لا توفر جهدا في سبيل النهوض، بما يحسن واقع المجتمع وبما يعزز من تعميق الوعي لدى الفئات المهمشة، لا سيما الشباب ورفع معنوياتهم وتنمية قدراتهم ومهاراتهم بما يخدم مستقبلهم.
وأشار إلى أن “هذه المبادرة تأتي مع أزمة اقتصادية كبرى، ومؤسسة قوى الامن من أكثر المؤسسات المتضررة فيها. من جهة انخفاض قيمة الرواتب وتدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية، أم من جهة العتاد والأبنية والآليات، هذا في ظل غياب برنامج إصلاحي شامل، من هنا نرحب بكل دعم دولي، ونشيد بكل اهتمام. ومع كل ذلك نبقى مصرين على تحمل كامل مسؤولياتنا تجاه الناس وأمنهم وسلامتهم، وهذا الأمر يؤكده من يقف إلى جانبنا ونلتقي معه في شراكة بناءة ودعم هادف والرؤية الاستراتيجية لقوى الأمن الداخلي تقوم على شعار معا نحو مجتمع أكثر أمانا”.
وقدم العميد مسلم عرضا عن قوى الأمن الداخلي وإنجازاتها وعملها في مجالات حوادث السير، مكافحة المخدرات، الرصاص العشوائي، الابتزاز الالكتروني والجرائم المختلفة.
وفي ختام اللقاء قدمت الجمعية درعا للعميد مسلم عربون شكر وتقدير لقوى الأمن الداخلي، كما قدم عناصر قوى الامن الداخلي عرضا حيا للشباب أظهر مدى أهمية وضع الحزام أثناء القيادة.