بقلم روعة الرفاعي
ماذا يعني أن لا يكون في مدينة طرابلس فندقاً يستقبل السياح من كل الدول العربية والأجنبية بل ومن داخل الأراضي اللبنانية؟..الجواب حتماً أنه ” لا وجود لهؤلاء في مدينة طرابلس، وهم إن رغبوا بزيارتها فعلاً إنما يكتفون بساعات قليلة خاصة فترة ما قبل الظهر ، فهل هذا أمر طبيعي يفرضه واقع الحياة في المدينة ، أم هو سياسة متبعة لإضعاف طرابلس وإخضاعها أكثر فأكثر!؟!..
ليس غربباً أن يبقى فندق طرابلس الوحيد والمعروف ب ” الكواليتي-إن” مقفلاً منذ العام 2019 وحتى الساعة، ويبقى مصيره مجهولاً كسائر المرافق الحيوية تحت حجة أن الدولة المتمثلة “بوزارة الإقتصاد ” والتي تضع يدها على المعرض ومعه الفندق لا تحرك ساكناً ولا تهتم بشؤون طرابلس بالرغم من حاجتها الماسة لأي مشروع من شأنه إطلاق عجلتها الإقتصادية، فكيف إذا ما وجد هذا المشروع لكنه مقفل، كما مصفاة طرابلس ومعرض رشيد كرامي الدولي ومطار القليعات، ما يعزّز مقولة ” موجود لكن ممنوع”، وممنوع أي إنطلاقة لكل ما يمكن له تنشيط الحياة في المدينة وإعادة الثقة لها بعيداً عن الإستثمار في المجال الأمني والذي إن لم نقل مبالغاً فيه إلا إنه مدروس ومنظم ومراقب بغية إيصالها إلى ما هي عليه اليوم!..
فندق طرابلس الوحيد تحوّل بعد إقفاله إلى مركز لرعاية ” مرضى الكورونا”، ومن ثم تم إستخدامه من قبل إحدى الجمعيات الخيرية لتقديم المساعدات خلال شهر رمضان المبارك. وحدهم أهالي طرابلس أبدوا إنزعاجهم وقلقهم من هذا الأمر، لكن المسؤول رأى في هذه الأعمال ما يخدم المجتمع الطرابلسي وطبعاً تحت حجة الفقر والحاجات الملحة، وقد يستغرب البعض كيف لموقع ” ديمقراطيا نيوز” أن يطرح موضوع إعادة تشغيل الفندق في مثل هذه الظروف الصعبة ، لكن الإجابة تتلخص بضرورة المطالبة بالحقوق حتى في أحلك الظروف، فما هو الجديد بالنسبة للفندق؟..
أبو رضا: القضية لدى هيئة الشراء العام
مدير معرض رشيد كرامي الدولي أنطوان أبو رضا أكد لموقع ” ديمقراطيا نيوز” أن “قضية فندق المعرض باتت عند هيئة الشراء العام وهي أجرت مزايدة من أجل تلزيمه بإنتظار إطلاق المزايدة بأقرب وقت”.
وعن الطريقة التي سيتم فيها إطلاق فندق المعرض مستقبلا يقول أبو رضا ” بداية سيتم إعادة تأهيله بطرق جديدة، والإستثمار لن يتم وفق شكله الحالي، بعدما رفضت وزارة الاقتصاد الإبقاء عليه كما هو. سيكون هناك مزايدة ومن يربح يكون له حق الإستثمار”.
ورأى أبو رضا ” أن الموضوع يسير وفق الأطر القانونية، ولا يمكننا القول بأنه قد وضع على نار حامية”.
الحلاب: للإسراع في إعادة تشغيله
عضو مجلس ادارة جمعية الصناعيين اللبنانيين ورئيس تجمع رجال الأعمال في طرابلس و الشمال عمر الحلاب قال:” الفندق بحاجة ماسة لإعادة تشغيله وتحسين خدماته وهذا الأمر لن يكون إلاّ بقرار من المعنيين بإعادة دفتر شروط وتلزيمه من حيث الإستثمار والإدارة من قبل شركات خاصة تعمل في هذا القطاع، وتتمتع بالإحتراف والخبرة العالية والإسم الجيد وهذا الأهم”..
وتابع ” قبل إقفال الكواليتي -إن في العام 2019 كان بمثابة وجهة مفضلة للكثيرين بسبب الموقع المناسب والأسعار الجيدة، لكن مع مرور الوقت بعد إقفاله أصبح كما المبنى الأثري الذي ينتظر مصيره، وبالتالي هناك حاجة ملحة لإعادة النظر بتفعيل هذا المشروع الحيوي في مدينة طرابلس، سيما وأن هناك قرارات حكومية داعمة لمدينة الثقافة من جهة ولإعادة تشغيل مطار رينيه معوض وكافة المرافق الأخرى من جهة ثانية. مما يجعل إعادة تفعيل الفندق حاجة ماسة اليوم قبل غد، على أن تقوم إدارة الفندق الجديد بتحسين جودة الخدمات وإجراء تحديثات جوهرية على البنية التحتية وهذه الخدمات لا تعود فقط بالنفع على النزلاء وسمعة الفندق وربحيته، بل إن إعادة تشغيل الفندق بطريقة تنافسية سيساعد في استعادة الثقة بالمدينة وجذب المزيد من الزوار مما يوفر لها النمو الإقتصادي المستدام وهذا هو المطلوب وهذا ما نحتاجه بالفعل”.