بقلم أبو راغب
رحم الله ضمير لبنان الرئيس سليم الحص.
أعرب غالبية الناشطين عن تعازيهم و حزنهم على رجل آدمي نظيف الكف زاهد غادرنا. الكلام الطيب والوفاء لمسيرة مميزة جدا و تجربة سياسية لشخصية تركت بصمة في عالم السياسة بأصعب ظروف مرّت على لبنان وبيروت خاصة..
جاء الكلام في وسائل التواصل وضمن اللقاءات الخاصة. لكن لم نشهد حشدًا شعبيًا في المراسم و التعازي الحضورية.
نعم لا ينقص أوفياء بيروت علوًّا و سموًّا في الاخلاق ، ولكن أيضًا لا ينقصهم الذاكرة الوطنية!..
ذلك اننا نعيش يوميًا احداثًا مستجدة تشغلنا لكن في المواقف المفصلية تسجل ذاكرتنا الجماعية محطات لا تنسى. بيروت لم تنس حكومات السيد اميل لحود و لا محاولات الانتقام من نهج الرئيس رفيق الحريري والكيدية السياسية..
أهل بيروت يفضّلون التعاون مع منافسة شريفة لمصلحة قضاياهم الاساسية. كما يسجّلون الانجازات لاصحاب الفكر و العمل، و يعترفون بالشهابية عنوان للوطنية، و السياسة النظيفة، و يذكرون الرئيس فؤاد شهاب، و الرئيس الياس سركيس الذي كان اول من رشح الراحل لحكومتين في عهده.
لم يطلب أحد خدمة شخصية من رجل رفض الزبائنية، لكن خدمة المدينة لا تكون بالشعارات، بل بعمل يُسمع و يُرى و نشهده ارثًا للاجيال. ان اختيار بيروت لمقعد نيابي لفلان لا يعني انتقامًا من الآخر بل اي مرشح عليه ان يفهم مزاج الناس ويصلّح بوصلته السياسية. الوفاء للناس و لقضاياهم أولى من الوفاء الصوري لأي اسم معين.
بيروت مدينة منفتحة لأقصى الحدود لكن قلبها و وجدانها محافظ على ثوابت دينية و تقاليد ورثناها لا نفرّط فيها. ونسجّل ان جميع رؤساء الحكومة الذين مرّوا على الحياة السياسية اللبنانية معتدلين ومنفتحين ولا يحقدون و لا يحملون سلاحًا الا سلاح الخير و المحبة لكل الناس .
ولكم و لنا طول البقاء