العقرب – ديمقراطيا نيوز
قدر من أقدار السياسة اللبنانية أن يتحمّل رئيس السلطة التنفيذية العبء الأثقل والأكبر مقابل كل المرجعيات السياسية في البلد ، باعتبار ان من بيده القرار عليه أن يتحمّل الجزء الأضخم من المسؤولية ، ليتحوّل في أكثر من مناسبة الى رجلٍ فدائيّ يتلقى ضربات أسهم الغدر ، ويصبر على أوجاع ألم الخيانة في ساحات الصراع السياسي والطائفي والمذهبي..
نعم ، هي لعنة تحلّ على كل من يضع في الدرجة الأولى مصلحة الوطن على حساب طائفته وشعبيته وبيئته ومحيطه ، ويبدو أن السراي الحكومي هي المكان المفضّل لمثل هؤلاء الرجال.. فلا أمكنة أخرى تستقطب هذه الصفات وتلك المعايير!!..
هي الجريمة الكبرى أن يمارس نجيب ميقاتي سلطته وصلاحياته بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء لاقرار المراسيم التي تلبي احتياجات الناس التي تفوق أصلاً قدرات الدولة كلّها على تحملها وتلبيتها .. فيتم أسره وسط منطقة جغرافية ضيّقة بحجة مطالب فئة من الناس يفترض أن تكون قدوة لكل المواطنين بفعل شعارهم العسكريّ والتزامهم الوطنيّ!..
لا بل أكثر من ذلك، يتمّ احراق عشرات الاطارات أمام دارته في الميناء لتغطي السحب السوداء محيط المكان ويمتد الضرر ليطال عشرات ومئات المنازل والمحلات القريبة وحتى البعيدة عنه ليتأذى الناس بأملاكهم وصحتهم فقط لأن البعض يريد بكل خبث ودهاء تسلّق بعض الشعارات الاجتماعية والمطلبية ويحوّلها الى مطيّة ووسيلة لضرب هيبة رئيس الوزراء “السنيّ” الذي لا يزال مصرًّا على قيادة البلاد في ظلّ الفراغ الرئاسيّ..
طيب فلتأذنوا لي جميعًا وتتصوروا معي هذا السناريو.. ماذا لو قرّر الآن نجيب ميقاتي الاعتكاف والسفر خارج البلاد او حتى البقاء في منزله البيروتي أو الطرابلسي؟؟
يعني بكل بساطة تعطيل كامل لكل المؤسسات الدستورية في البلاد وتحديدًا السلطتين التشريعية والتنفيذية.. ولعلّ تعطيل مهام الرئاسة الثالثة حتى ولو هي في مرحلة تصريف الاعمال سيكون كارثة بكل المقاييس؟؟
من سيلبي متطلبات العسكريين المتقاعدين؟؟
من سيمنح الزيادات المطلوبة للمعلمين؟؟
من سيؤمن ميزانيات المستشفيات وفواتير الأدوية وحاجيات صندوق الضمان؟
من سينبري و يجري الاتصالات الخارجية لتأمين الفيول للكهرباء؟
من يملك العلاقات العربية والدولية تجنّب لبنان مآسي الحرب وويلاتها أو أقلّه تساعده على الصمود في وجهها؟
من؟ ومن؟ ومن؟ ..
كيف لنا أن نتخيّل هذا السيناريو؟؟ على أمل أن لا يكون الرئيس ميقاتي من محبي تلك السيناريوهات؟!..
لكن الصبر بدأ ينفذ !..