بقلم ابو راغب
ألو سيدنا معك آمر المخفر.
سيدنا شو منعمل بالموقوف بعد التحقيق.
بس للاسف ما عندي عناصر كفاية
و لا بنزين للاليات لنقوم بالمهمة.
أمرك سيدنا نكف البحث
و نخلي سبيل الموقوف.
أسف على ازعاجك بعد نص الليل ،سيدنا.
أين الأمن و ما صار شكل
و هيبة قضاؤنا !
الضابطة العدلية ، رجال ببدلات عسكرية هم عيون و أيدي من يمسك و يحفظ كتاب القانون.
مهام هي الحرص على إنفاذ القوانين ومتابعة الجرائم
و التحقيق بها ، الى تنفيذ أحكام صدرت من على قوس المحكمة.
لكن هناك عسكر يقومون بالمهمات باللحم الحي و يتجنبون كل مهمة حساسة لان الغطاء و الرعاية مظلة فقدوها ،و صار مصير العائلة لقروش سميت تعويضا.
وهناك قاض كان مهابا مترفعا
مستقلا له أستقرار مادي
و معنوي و اجتماعي فهل مسموح ان يصل به يوم يضطر للوقوف على خاطر السياسي و النافذ و المتموّل لا سمح الله.
الفساد مرض عضال استشرى ، لكن تبريره بالضرورات للبعض و هو طمع بفرصة سانحة لآخرين ، ابشع ما فيه.
التعميم ظالم فلا ينكر منصف ان بكل اجهزة الدولة الامنية و بالقضاء خاصة شرفاء اصحاب ضمير وهمّة يحملون كرة النار و يجنبون البلد الانهيار الكامل.
خمس سنوات عجاف تحوّل الراتب الى ما تحوّلت اليه الليرة و الودائع
و كذا طارت ايضا قيمة تعويضات نهاية الخدمة وكل البدلات الصحية
و المدرسية و غيرها.
وزاد الامر تعقيدًا العجز في كل المتطلبات اللوجستية حتى وصل ان لا قلم و ورقة في مكاتب حكومية.
وان الشمعة تضيء قصر العدل.
فكيف تريدون مع كل هذا أمنًا مستقرًا و عدلا سائدا.
٣ من ٣ كان دوام بعض العسكر فتحوّل الى ١ من ٤ .. و من فرّ من الخدمة ، و من ينتظر التقاعد..
و العديد ينقص بسرعة و لا يعوّض.
و قاض يشجع اخر على طلب الاستيداع فيمكث في بيته مستنكفًا او يهاجر يطلب عملا بالخارج.
مهلٌ قانونية لقضاء العجلة لا يمكن الالتزام بها و محاكمات لا تعقد جلساتها الا مرتين بالسنة.
و موقوفين تطول فترة اعتقالهم فوق المدة العادية لاحكامهم لان لا وسيلة لنقلهم و سوقهم للمحكمة.
هنا يتدخل بعض الخارج داعمًا لمنع الانهيار الكامل.
ولا ننكر ان الاحزاب و الجمعيات لها دور في ضبط عناصرها ومحاولة تعويض نقص تواجد الدولة على الارض.
نحن نعيش معجزة مواطن يتأقلم مع اصعب الظروف و يخدم و ينجز كشيء من مستحيل.
اخيرًا
لا أمن بلا عدل و لا عدل بلا أمن.
و العدالة المتأخرة ظلم مُقنّع.
هذا حالنا و الاشراف منهما ،قضاء و عسكر ،لا يستسلمون و لا حتى يشكون.
ولكم ولنا طول البقاء