
بقلم تيريزا كرم
يواجه لبنان تحديات معقدة في ظل الأزمات المستمرة، بينما تشهد الساحة السياسية الفرنسية تغييرات ملحوظة مع تشكيل حكومة جديدة برئاسة ميشال بارنييه. هذه الحكومة، التي تُعتبر ذات توجهات يمينية غير متطرفة، قد تؤثر بشكل كبير على العلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.
في ظل هذه الظروف، يبقى الدور الفرنسي محوريًا، حيث يسعى المجتمع الدولي، بقيادة باريس، إلى إيجاد حلول للأزمات اللبنانية. هذه الدينامية تُثير تساؤلات حول كيف يمكن أن تتفاعل الحكومة الفرنسية الجديدة مع الوضع اللبناني، وما الرسائل التي تحملها لدعم استقرار لبنان في هذه الأوقات الحرجة.
في هذا السياق ، وضمن حديث خاص مع المحلل السياسي والخبير في الشؤون الفرنسية تمام نور الدين أكد انه بعد تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة ميشال بارنييه، التي تعتبر ذات توجهات يمينية ولكن ليست متطرفة.. مشيرًا إلى أن الناس انتخبوا وتم تغيير مجلس النواب، لكن التغيير لم يكن كبيرًا، إذ كان هناك أربعة كتل: يسار، يسار متطرف، وسط، ويمين متطرف.
وأوضح أن ما حدث هو زيادة عدد الأشخاص اليمينيين غير المتطرفين، حيث إن خطابهم يميني للغاية لكنهم من الأوفياء للرئيس ماكرون.
أضاف أن اليسار واليسار المتطرف منقسم على نفسه، بينما اليمين المتطرف موحد. في الوقت نفسه، ينتظر اليمين المتطرف رؤية كيف ستكون تصرفات هذه الحكومة، مع الإشارة إلى أن هناك صفقة من تحت الطاولة بين ماكرون واليمين المتطرف.
وأضاف نور الدين تلقى هذه الحكومة معارضة من اليسار واليسار المتطرف، الذين ليسوا متفقين على مشروع مع اليمين المتطرف، وبالتالي من الصعب حاليًا إسقاط هذه الحكومة في مجلس النواب. وأكد أن الحصول على الثقة ليس إجبارياً من الحكومة، ولكن قد تتعرض الحكومة لحجب الثقة.
وفيما يتعلق بإمكانية إسقاط حكومة ماكرون في المستقبل القريب، أعرب الدكتور نور الدين عن شكوكه، مؤكدًا أنه لن يتم إسقاط الحكومة في الوقت القريب.
وأشار إلى أن اليمين المتطرف، بقيادة مارين لوبين، يُقال عنهم انهم يحكمون و أن لوبين co présidente وأنها هي من تحدد عمر ومسار الحكومة. وعند سؤاله عن إمكانية إنتاجية هذه الحكومة، أضاف أنه لا يعتقد أنها ستكون منتجة، حيث إن القرارات والقوانين التي ستأخذ ستكون مدعومة من اليمين المتطرف، ولكن الحكومة ستستمر ولن تسقط.
بالنسبة للعلاقة اللبنانية الفرنسية، ذكر الدكتور نور الدين أن هناك معلومات للفرنسيين تفيد بأن الحرب وشيكة. وأوضح أن الفيديو الذي نشره ماكرون موجه للبنانيين، لكنه يعني أيضًا الشارع الفرنسي، حيث إنه في حال اندلعت الحرب على لبنان، لا يريد ماكرون أن يُقال له إنه لا يعمل ولا يساعد اللبنانيين، لأن هناك محبة في قلب الفرنسيين للبنان.
وأكد أن فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تقف إلى جانب لبنان، وهذا ليس مجرد كلام. وفي حال اندلعت الحرب، ستضغط فرنسا دبلوماسيًا بقدر المستطاع لكي تساعد في وقف الحرب وتساعد الشعب اللبناني.
أما بشأن الاتصال بين نتانياهو وماكرون، فقد ذكر الدكتور نور الدين أنه كان أسوأ اتصال بينهما منذ عام 2017. وأشار إلى أن الاتصال الأول كان بعد انفجار مرفأ بيروت، حيث طلب ماكرون من نتانياهو البحث عن حل للأزمة، ثم بعد يوم تم ضرب الضاحية، فتحدث ماكرون مع نتنياهو ولامه لعدم البحث عن مخرج..
وحول كلام ماكرون عن الانتخابات الرئاسية اللبنانية، أكد أنها غير واردة إلا بعد الحرب. وأوضح أن موضوع الرئاسة ليس أولوية فرنسا حاليًا، حيث إن الأولوية هي وقف الحرب ومحاولة حماية لبنان.