بقلم أبو راغب
إستقبال أخوي على مداخل عاصمة الشمال لاخواننا من الجنوب، مظاهرة شعبية عفوية تستقبل اخوة متعبين من سفر و قلق بالترحيب و عبوات المياه و ضيافة الحلوايات.
طبيعي جدا و متوقع هذه العاطفة التي وضعت السياسة والاحقاد جانبا و تهب للنجدة . مدينة للانفتاح و لكل لبنان لا تعرف الطائفية و المناطقية. ففي عزّ جولات القتال المصطنع بين جبل محسن و التبانة بقيت العائلات العلوية الاصيلة تنشط بوسط المدينة تجاريا ، و بيوتها مُحصّنة بتضامن اهل وحّدتهم مفاهيم العيش المشترك الحقيقي و لم تؤثر على حياتهم ابواق الفتن.
اليوم إيواء النازح في القلوب قبل البيوت. مبادرات فردية و جمعيات الخير حوّلت جهودها من داخل المدينة لتجنّدها لاستقبال و متابعة راحة وحاجات الضيف . أخي من الجنوب ومن الشمال ستجد في الناس الكثير من الذين يحفظون الودّ والمعروف و لا تلتفت لقلّة ينكرون. و خطوة للوراء ضرورية لتجنب اخطاء الماضي.
فائض القوة أضرّ بنا جميعًا. والخطاب المستفز حول الاهل في بيروت لغرباء وغصة في القلب.
يقول تعالى ” وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” .. لنترفّع عن سجالات السفهاء ، وفينا جميعًا عقلاء فلنسمع صوتهم . أقسم بذات الله اننا بالوحدة نصون الوطن و بالتفاهم نحفظ ليس فقط مصالحنا بل حتى ديمومتنا و وجودنا. درس اليوم الاصعب ان لا حليف لنا من الخارج و لا شقيق يهتم ،بل خيبات في من علقنا عليه الامال و السند و الدعم. الكل تخلّى عن اقرب الحلفاء و تجاهلنا بيوم ضعفنا وحاجتنا ، و هذا دافع لنعود نحتضن بعضنا بقوة لانه بالنهاية لنا لبنان فقط .. فرقتنا كانت من عداء الاخ والاستقواء بالبعيد و قوتنا بالعودة للبيت الواحد.
طرابلس نموذج العودة للوطن.
و لنا و لكم طول البقاء