يتواصل الجنون الإسرائيلي على لبنان مستهدفاً الضاحية الجنوبية بسلسلة غارات هي الأعنف بعد الظهر وطوال ساعات الليل، في وقتٍ تداولت فيه معلومات حول محاولة اغتيال طالت الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله خلال اجتماع لقادة الحزب في الضاحية، بينما لم يصدر أي بيان رسمي عن “الحزب” نفياً أو تأكيداً.
مرّت الليلة ثقيلة على لبنان وأهالي الضاحية الجنوبية، الذين اضطروا ليتركوا بيوتهم على عجل بعد التحذيرات الاسرائيلية، التي أعلنت عن بنوك أهداف مسبقة قبل ضربها بغارات عنيفة جداً، وقد شوهدت ألسنة النيران والدخان تتصاعد في سماء الضاحية، كما دوّت سلسلة انفجارات عقب الغارات.
وكان لمنطقة الشوف نصيبها أيضاً من العدوان الإسرائيلي، حيث استهدف العدو منزلاً في بلدة بعذران بصاروخين موقعاً عدداً من الشهداء والجرحى.
تزامناً، أدان الحزب التقدمي الإشتراكي العدوان الإسرائيلي الذي طال بلدة بعذران، مشدداً على ضرورة الهدوء وضبط النفس والتحلي بأعلى درجات الوعي والتضامن الوطني في مواجهة محاولات العدو لإثارة الفتنة واستهداف كل اللبنانيين.
جاء هذا التصعيد الإسرائيلي، الذي بلغ حدود الحرب الشاملة، بعد الاستعراض الذي قام بها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على منبر الأمم المتحدة، ضارباً بعرض الحائط كل مساعي وقف إطلاق النار، معلناً أنه مستمر في عدوانه، مستعيناً بأكاذيبه التي لا طالما استغلّها لتضليل الرأي العام العالمي ومواصلة إجرامه بحق الشعوب العربية.
في السياق، أشارت مصادر مواكبة للتطورات الميدانية إلى أن لا صوت يعلو على صوت الهمجية الإسرائيلية في حربها على لبنان، واصفةً مفاوضات وقف إطلاق النار على أنها مناورة إسرائيلية مكشوفة بطلها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الذي زعم لدى وصوله الى نيويورك أن هناك بحث لتحقيق وقف إطلاق النار، دون تحديد أي موعد لذلك، فيما أعطى أوامره باستمرار حربه على لبنان موسعاً بذلك بنك أهدافه لتنفيذ مخططه بتحويل لبنان إلى غزة ثانية.
المصادر لفتت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن التصعيد الاسرائيلي مستمر على كافة المستويات وفي كل لبنان ولن يقتصر على منطقة معينة، فالحرب التي يشنها العدو لا تستهدف التدمير العشوائي فقط، بل هي حرب مدروسة لتنفيذ المخطط الإسرائيلي الهمجي.
وفي ضوء المستجدات الخطيرة، قرر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إنهاء زيارته إلى نيويورك والعودة الى بيروت، لإبقاء اجتماعات الحكومة مفتوحة على أن يعقد مجلس الوزراء اجتماعاً طارئاً فور عودته.
إذاَ، فيما تُقرع طبول الحرب في لبنان، فإنَّ المنطقة على شفير الهاوية مع تصاعد وتيرة العدوان والتهديدات المتواصلة بغزو برّي قد يُدخل البلد في المجهول، إذ إنَّ لا حدود للجنون الإسرائيلي وتواصل نهجه الإجرامي بحقّ المدنيين… وأما الثابت الوحيد ان لبنان دخل الحرب الشاملة وفي خضم مرحلة مفصلية، ما بعدها لن يكون كما قبلها.
المصدر:جريدة الأنباء الإلكترونية