
بقلم تيريزا كرم
في ضوء التصريحات الأخيرة للنائب إبراهيم كنعان من الصرح البطريركي ، والذي أعلن عن وجود أسماء جدية وحلحلة في ملف الرئاسة اللبنانية، انقسمت ردود فعل الكتل النيابية بين الاستغراب والمفاجأة.. فقد أشار كنعان، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أن تحركات “مجموعة الأربعة” مع الكتل أسفرت عن خريطة طريق مبدئية تهدف لكسر الجمود الرئاسي. وأوضح أن هذه الخريطة تضمنت اتفاقًا على مواصفات الرئيس ، وأدت إلى طرح أسماء تلقى تجاوبًا من معظم النواب والكتل، وهي أسماء ترتقي لمستوى المرحلة وتلبي متطلباتها.
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التواصل بين ما يُعرف بـ”مجموعة الأربعة”، وهم النواب المستقلون أو المستقيلون من “التيار الوطني الحر” (إلياس بوصعب، الآن عون، سيمون أبي رميا، وإبراهيم كنعان)، والذين يجرون لقاءات مع النواب المستقلين تمهيدًا لتشكيل كتلة نيابية تسعى إلى تحقيق فارق ملموس في المشهد السياسي اللبناني.
وقد لاقى هذا الحراك تشجيعًا من البطريرك الراعي، إذ اعتبره خطوة نحو كسر الجمود الذي يعيشه الملف الرئاسي منذ شهر ايلول 2022.
“ديمقراطيا نيوز” استطلع آراء بعض النواب من كتل مختلفة حول ما أورده كنعان ، حيث جاءت ردود الفعل على تصريحات كنعان متباينة!!..
أمين سر كتلة “الإعتدال الوطني” النائب السابق هادي حبيش أعرب عن دهشته من تصريح كنعان، مؤكدًا أنه لا يمتلك أي معلومات حول هذا التقدم، وشدّد على صعوبة توافق الكتل على اسم واحد للرئاسة.
من جانبه، عبّر النائب غسان عطالله عن استغرابه من إعادة طرح هذا الموضوع، معتبرًا أن النقاش حول الأسماء الرئاسية أصبح قديمًا. وأوضح أن الاجتماع الذي عُقد مع رئيس مجلس النواب نبيه بري أسفر عن إيجابية ملحوظة وأن هناك التزامًا بخريطة طريق جديدة تشمل طرح أسماء جادة للرئاسة.
في حين أكد النائب أشرف ريفي أن النواب الأربعة لم يقوموا أساسًا بزيارة “كتلة التجدد”، مما يعكس حالة من التباعد في التنسيق بين الكتل المختلفة.
مصادر مقربة من النائب كنعان أكدت ل”ديمقراطيا نيوز” أن هناك قواسم مشتركة بين التكتلات النيابية، أولها ضرورة انتخاب رئيس جديد لتجنب استمرار الشغور الذي يضر بموقف لبنان في المفاوضات الدولية. كما أوضحت المصادر أن الأسماء المتداولة سابقًا، مثل سليمان فرنجية وجهاد أزعور، أصبحت خارج السباق الرئاسي، مع بروز اسم قائد الجيش جوزيف عون كمرشح قوي. ومع ذلك، هناك عوائق دستورية وسياسية تواجه ترشيحه، من بينها الحاجة إلى تعديل دستوري، بالإضافة إلى موقف الثنائي الشيعي منه.
في المقابل، طرح رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أسماء أخرى مثل العميد جورج خوري، جان لوي قرداحي، وناصيف حتي. أما في التكتل “النيابي المستقل” ، فتبرز أسماء مثل نعمة أفرام وإبراهيم كنعان كخيارات محتملة في حال تعثرت حظوظ قائد الجيش.
باختصار ، رغم وجود أسماء جدية مطروحة على الطاولة ، – فإضافة للأسماء التي تم ذكرها سابقًا تبرز شخصيات أخرى مثل الوزير السابق زياد بارود، اللواء الياس البيسري وسمير عساف- إلا أن الملف الرئاسي اللبناني لا يزال معقدًا ويعتمد على توافق داخلي وتوازنات سياسية دقيقة ، بما في ذلك موافقة “الثنائي الشيعي” وتجنب أي مرشح استفزازي لأي من الأطراف الفاعلة.
من هنا ، يبدو أن محاولة النواب المستقلين و”مجموعة الأربعة” حرّكت المياه الراكدة في ملف الرئاسة، لكن الطريق نحو انتخاب الرئيس ما زال مليئًا بالعقبات السياسية والدستورية. يبقى التوافق بين الكتل حجر الزاوية لإنجاز هذا الاستحقاق المصيري في ظل التحديات التي يواجهها لبنان داخليًا وخارجيًا.